تعدّ العولمة أو كما يُطلق عليها في ميدان الأعمال (globalization) من أبرز الاتجاهات الحديثة التي ظهرت في الفترة الممتدة ما بين 1985-1991 ميلادي، وأدت إلى تغير جذريّ على كافة الأصعدة الحياتيّة منذ ظهورها حتى وقتنا الحالي، كما رافقها العديد من الملامح والتغييرات التي ألغت الحدود الفاصلة بين دول العالم، وأدت إلى تداخل العلاقات بين الدول والحضارات، وظهرت مع ظهورها التقنيات الحديثة التي رفعت من مستوى العيش، واختصرت الوقت والجهد في أداء الأعمال المختلفة، وفيما يأتي سنستعرض مفهوم العولمة بشكل مختصر وشامل بالإضافة إلى نتائجها.
مفهوم العولمةتعدّ العولمة عبارة عن تطلّع وتوجه اقتصاديّ، وسياسيّ، وتكنولوجيّ، وحضاريّ، وتربويّ أدى إلى تلاشي الحدود بين الدول في العالم، وفتح باب التواصل بين الأمم، والشعوب، والدول، والأفراد باستمرار وبسرعة هائلة جداً، فأُنشئ اعتماد متبادل بين كافة دول العالم في جميع مجالات الحياة، حيث شمل هذا الاعتماد كلّاً من رأس المال، والاستثمارات، والسلع، والخدمات، والأفكار، والمفاهيم، والثقافات، والعادات، والقوى، وللعولمة جوانب إيجابيّة وسلبيّة تمسّ الشعوب، وتنقلهم من وضع إلى وضع أفضل منه، أو تؤثر فيهم سلباً، وهي جوانب تناولتها أقلام الباحثين والكتاب بإسهاب كبير في السنوات الأخيرة، وشغلت عقول الكثير من المفكرين الاستراتيجيين العاملين في المجالات المختلفة.
إنّ لمفهوم العولمة عدد لا محدود من التعريفات، منها ما يندرج في الخانة العلميّة والأكاديميّة، ومنها ما هو أيدولوجيّ، أو اقتصاديّ، أو سياسيّ بحت، ويرجع ذلك بالأساس إلى التباين في المفاهيم والغايات، وحسب تأثير هذا المفهوم في البلد الذي تظهر فيه العولمة، حيث يختلف مفهومه إذا كان سلبيّاً عن مفهومه في حال كان انعكاسه على البلد أو الإقليم إيجابيّاً، فمثلاً نلاحظ الفرق بين الدول النامية والمتقدمة؛ حيث استفادت الأخيرة من العولمة في رفع مستوى المعيشة لأفرادها وتقوية نفوذها، بينما عانت الأولى من أهوال الحرب، والهيمنة الخارجيّة، والفقر، والطبقيّة الاجتماعيّة وغيرها، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض المختصين يعرّفون العولمة بناءً على أسبابها، ومنهم من يعرّفها بناءً على نتائجها، لكنّ الفرق بينهما كبير جداً.
نتائج العولمةالمقالات المتعلقة بمفهوم العولمة باختصار