محتويات
- ١ الرّثاء
- ١.١ ميّزات شعر الرّثاء
- ١.٢ أنواع الرّثاء
- ١.٣ ألوان الرّثاء
الرّثاء يُعتَبَرُ الرّثاء من أفضل أنواعِ الشّعر وأكثرِها أهميّة، ويكون بذكرِ محاسِنِ الميّت وخِصالِهِ الحسنة، والطّيّبة، والشّجاعة، والكرم، والحِكمة وغيرِها من الصّفات الحسنة، من خلالِ بناءِ القصائد الأدبيّة، فيَصِفُ فيها الشّاعِرُ مَوْتَ شخصٍ عزيزٍ عليهِ بالفاجِعة، ويُعزّي نفسَهُ وأقارِبَهُ من خلال الشّعر، وهذا النّوع من أنواع الشّعر فيه صدقٌ بالمشاعِر، وحرارةٌ بالتّعبير عن الإحساس، ودقّةٌ في الوصف والتّصوير، لما فيه من وصفٍ للألم الّذي يشعُر بهِ مَن فَقَدَ شخصاً عزيزاً عليهِ.
ميّزات شعر الرّثاء
- صعوبةُ تحديدِ إطارٍ عامٍّ لقصيدةِ الرّثاء؛ فعلى الرّغم من أنَّ الشّاعر يُركِّز على فكرة واحِدة وهِيَ حُزنُهُ على من فَقَدَ إلّا أنَّ كُلَّ شاعرٍ يتميّزُ عن غيرهِ، فيكونُ لكُل قصيدةٍ طابعٌ خاصّ يُميّزها عن غيرِها.
- تفوّقُ المرأةِ في هذا النّوع من الشّعر على وجه الخصوص، كما لم تبرز أو تتفوّق في أيّ نوع آخر من أنواع الشّعر.
- تطوُّر هذا الفن مع التّقدُّم في الزّمن؛ ففي الزّمن الجاهلي كانت الحروبُ والثاراتُ منتشرةً بشكلٍ كبيرٍ، ومَعَ تقدّم الزّمن أصبح القتل أقل من ذي قبل، فتطّور الرّثاء، كما لم يرثي الجاهليّين زوجاتِهم أو جواريهِم لأسباب قبليّة أو اجتماعيّة، ولكن اختلف هذا الأمر بشكل أكبر مع التّقدّم الحضاريّ.
أنواع الرّثاء
- رثاء الإنسان؛ وفي هذا النّوع من الرّثاء يرثي الإنسانُ فرداً من أفرادِ عائلته كالابن أو الزّوجة، وقد يرثي صديقاً أو قريباً أو شخصاً معروفاً أو مَلِكاً أو صاحِبَ سُلطة.
- رثاء غير الإنسان؛ ويكون هذا النّوع من الرّثاء لبناء معروف وعظيم كالقصور، والقلاع، والبيوت، وغيرها، وقد يكون رثاءً لحيوان كالحِصان مثلاً، وقد يكون رثاءً لأيِّ مظهرٍ من مظاهِرِ الحضارة العربيّة أو الإسلاميّة.
- رثاء النّفس؛ كأن يرثي الشّخص نفسه بسبب حزنٍ يشعُر به كمشاعر الفراق أو الفَقد، أو الاغتراب أو الحنين أو غيرها من المشاعر الأليمة أو المُحزِنة.
ألوان الرّثاء
- النّدب؛ وهو بُكاءُ الشّخص على نفسه ساعة الاحتضار، وبُكاء عائلتِهِ أو أقاربهُ أو أيِّ شخصٍ عزيزٍ عليه، من حبيب، أو أخ، وقد لا يتوقّف النّدب عند حدود العائلة بل قد يمتدّ إلى العشيرة أو الدّولة.
- التّأبين؛ ليس في التّأبين بكاءٌ أو صُراخٌ أو نواحٌ بل يقوم الشّاعر بتعداد الصّفات الحسنة والثّناء عليها عند المتوفى، فيُعبّر الشّاعر عن الميّت أو المتوفّى، وحُزنِهِ عليهِ بذِكرِ الخصال الحسنة الّتي كان يمتاز بها، خصوصاً إذا كان شخصاً ذا شأنٍ عند قومهِ، أو عزيزٍ عليهم، فيُعبِّرُ عن الحُزن بشكلٍ جماعيّ، ففي هذهِ الحالة تحزن عليه الجموع، وليس شخصاً واحداً فقط.
- العزاء؛ وله مرتبةٌ أفضل من مَرتبةِ التأبين، ففي العزاء تفكُّرٌ وتأمُّلٌ في ظاهرة الموتِ وحقيقَتِها، ومدى اختلافِها عن الحياة، ففيها تحليلٌ فلسفيٌّ عميقٌ للوجود وعدمِهِ.