التواصل في الإسلام حث الإسلام على التواصل، والذي يعني في مدلوله التفاعل الإيجابي بين طرفين أو مجموعة أطراف باستعمال الحواس الخاصّة بالتواصل، سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمعات والدول، وذلك بتوجيه الأخلاق الإسلامية للإحسان في العلاقات الاجتماعيّة على مختلف الأصعدة لتحقيق معاني التواصل، وفيما يأتي عرض لبعض مبادئ وسبل الإسلام في تحقيق ذلك، وكذلك عرض لبعض آثار التواصل الإيجابي بين الناس.
مبادئ التواصل في الإسلام - صلة الرحم، ففي ذلك مبدأ عظيم وهام للتواصل بين الأقارب.
- الحث على تبادل الزيارات، وذلك من خلال بيان فضل التزاور في الله.
- الحث على زيارة المريض والدعاء له بالشفاء
- التحذير من الهجران والقطيعة بين المسلمين.
- الحث على حسن الجوار، ففي ذلك مظهر إيجابي لحسن التواصل السلوكي بين الجيران، فقد حث الإسلام على حق الجوار حتى لو كان الجار غير مسلم.
- الحث على فض النزاعات بين المسلمين متى وقعت، وتفصيل خطوات الصلح بينهم، وذلك في قوله تعالى:(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) [الحجرات:9 ] فالآية تحرص على تماسك المجتمع المسلم، وتواصله مع بعضه البعض.
- الحث على تبادل الهدايا، فالهديَّة وسيلة عظيمة في التواصل، لقوله صلى الله عليه وسلّم: (تهادوا تزدادوا خيرًا وقال أبو بكرٍ حبًّا)
- الزيارات المشروعة للموتى في قبورهم، فقد شرع الإسلام زيارة القبور، وردُّ السلام على أهلها لما في ذلك من أثر عظيم للحي والميت على حدّ سواء.
- التواصل بين الدول والكيانات غير المعادية، فقد اهتم الإسلام بحسن التواصل معهم ووضع الأنظمة واللوائح المنظمة لهذا النوع من التواصل.
- التواصل بين المسلمين وغيرهم في الدولة الإسلامية، فقد ضمن الإسلام حقوقاً متعددة لأهل الذمَّة مثلاً، وحذر من الاعتداء عليهم.
آثار التواصل في الإسلام إنّ للتواصل الإيجابي في المجتمع المسلم، سواء كان ذلك داخلياً أو خارجياً، آثار عظيمة تطال الفرد والمجتمع على حد سواء، منها:
- كسب محبَّة الله ورضوانه،
- تحقيق الفرد لمصالحه الخاصّة، من خلال التواصل الايجابي مع النَّاس.
- تماسك المجتمع وترابطهن وانتشار المحبّة بين أبنائه.
- الإسهام في نشر الإسلام من خلال معرفة النّاس لخلق المسلمين في تواصلهم الإيجابي مع غيرهم.
- التخفيف على الشخص المزار في أحوال معيّنة، ورفع معنوياته، والشدُّ من أزره، كزيارات التعزيّة، والمرضى، وأهالي المعتقلين والأسرى.
إنّ قيمة التواصل في الإسلام تنبع في طبيعة النظرة الإسلاميّة التي توليها رسالة الإسلام للتواصل الإيجابي بين بني البشر، والتي جعلها عنواناً مهمَّاً للسلوك البشر، وذلك في قوله تعالى: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) [الحجرات:13].