تعليم الكبار يطمح الإنسان طيلة سنين عمره إلى التعلُّم، فالنسق الطبيعي للإنسان أن يبقى دائماً متحفزاً، ومتجهاً لتعلُّم ما يرغب به، سواء كان هذا التعلُّم مهنيّاً يلبّي طموحه وأعماله في الحياة، ويساعده في تأمين مصادر جديدة لدخله، أو اكاديمياً يمكِّنه من القراءة والكتابة بهدف مزاولة نشاطه في الحياة بشكل صحيح وسليم.
هناك من يفوتهم قطار التعلُّم في صغرهم، فيحاولون سدَّ ما ينقصهم عند كبرهم، وهناك صعوبات ومعوِّقات تعترض الكبار في تعلُّمهم، نقف على بعضها، ونخرج بتوصيات عامّة هي بمثابة نصائح لهذه المرحلة من التعلُّم.
معوِّقات تعليم الكبار - الاختلاف في تحديد من هم الكبار، هل هم من بلغوا سن الرشد وتجاوزت أعمارهم الخمسين والستين عاماً، أم من تجاوزوا السادسة عشر من أعمارهم؟
- ثقافة المجتمع عن فكرة التعلُّم لدى الكبار، فهذه الثقافة تختلف من مجتمع لآخر، وتتراوح النظرة إليها بين الإيجابيَّة والسلبيّة.
- طرائق التدريس، هناك معوّقات في طرائق التدريس، فطرق التدريس التي تناسب الصغار قد لا تناسب الكبار.
- صعوبات تتعلق بالمحتوى التعليمي، فالمحتوى التعليمي في تعليم الكبار أشبه ما يكون بمحو الأميَّة، وهي مبادئ القراءة والكتابة والحساب.
- عدم توفُّر التفرُّغ الكافي للتعلُّم، حيث يتسم الكبار بكثرة مشاغلهم وتنوُّعها.
- الحاجة لفكرة التعلُّم الدائم مدى الحياة، نظراً لتعدد رغباتهم التعليميّة.
- عدم وجود خطة محددة ملزمة زمنيَّاً لهم.
- اختلاف الطاقة الاستيعابيّة لهم وتذبذبها؛ نتيجة تعدد مشاغلهم وتنوّعها.
- استقلاليّة النظر للمهارات التعلميَّة عند الكبار، فلا يوجد معيار ملزم للتعلُّم.
- عدم توفر مناهج تعليميَّة مدعومة حكوميَّاً، متخصّصة ومناسبة لتعليم الكبار.
- عدم توفُّر مشاريع ثابتة في تعليم الكبار.
- اختلاف العادات والتقاليد حول هذه المسألة.
- عدم توفُّر الكادر الوظيفي العمري المناسب للكبار بعد تعلُّمهم.
نصائح - تعديل وتصحيح النظرة المتوارثة عن تعليم الكبار، قيميّاً.
- توفير دعم حكومي لفكرة تعليم الكبار، بإصدار أنظمة وقوانين تخص وضعهم التعليمي، وبإيجاد مناهج تعليميَّة تناسبهم، وبتوفير الكادر التعليمي المؤهل للتعامل معهم، فهناك فئة لا بأس بها في المجتمع، قد حرمت من التعليم في صغرها، وهي بحاجة إليه الآن.
- إيجاد شاغر وظيفي يستوعب الكبار بعد تعلُّمهمم بما يتناسب ومؤهلاتهم وخبراتهم التي اكتسبوها.
- الدعم الإعلامي: حيث يتمُّ التركيز إعلاميّاً على فكرة تعليم الكبار، بما يسهم في إزالة الحواجز الاجتماعيّة التي تعترض تعلمهم.
- الدعم المعنوي: وذلك بعمل مخيَّمات تعليميَّة، وورش عمل مناسبة لهم.
:
ملاحظة: إنَّ النظم الراشدة هي التي تعمل على إسعاد أبنائها باستمرار، وتجعل من سياستها تطوير أفراد مجتمعاتها، والاستفادة من كافَّة طاقاتهم، كلٌ بما يناسب موقع تخصصه ونشاطه وإبداعه، ممّا يسهم في رقي المجتمع وتقدمه.