عدل الله تعالى تعتبر صفة العدل من صفات الله الحسنى، وأسمائه العليا التي تدل على عدله سبحانه وتعالى في مظاهر كثيرة تتعلق بالخلق وتدبير أمور الكون وتسييرها وفق موازين العدالة الربانية التي تسمو وتعلو على موازين البشر التي يتخللها النقص والهوى والزيغ والخطأ . وقد أمر سبحانه وتعالى عباده بالعدل في أكثر من آية في كتابه العزيز، ومنها العدل في الحكم بين الناس، والعدل بين الخصوم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
مظاهر عدل الله تعالى - العدل في الخلق، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق من عناصر مختلفة، فكان خلق الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق الإنسان من طين، وقد جعل الله لكل صنفٍ من خلقه خصائصه ودوره في الحياة بما يتناسب مع مادة خلقه وخصائصه وبما يحقق مفهوم العدالة في الخلق، فالملائكة على سبيل المثال لا يقع عليهم التكليف والحساب كما هو الحال مع الإنس والجن لأنّهم معصومون لا توجد فيهم شهوات النفس البشرية ونزواتها التي جبل عليها البشر ، ولو تصور الإنسان وجودها لكان فيهم العاصي والمطيع، ولوقع عليهم التكليف كغيرهم من المخلوقات.
- تقسيم الأرزاق بين الناس، فقد كتب الله جل وعلا الرزق لعباده وهم أجنة في بطون أمهاتهم، وقسم لكلّ إنسانٍ رزقه دون أن يحرم إنسان من ذلك، كما جعل سبحانه وتعالى الناس متفاضلين في رزقهم بحسب سعيهم واجتهادهم في الحياة وهذا غاية في العدل، قال تعالى: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) [النحل: 71].
- إرسال الرسل إلى الناس حتى يقيم الحجة عليهم فلا يتعذر أحد بعدم وصول دعوة الله إليه.
- إنزال الشرائع على الرسل والأنبياء، فلم يترك الله عز وجل عباده دون منهج وشريعة يسيروا عليها في الدنيا، فقد أوضح الله في شرائعه السماوية التي نزلها على رسله طريق الخير والمعروف وأسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، كما بين طريق الشر والضلال حتى يجتنبها الناس.
- الملائكة التي تسجل أفعال العباد، فقد وكلّ الله بكل إنسانٍ ملائكة تسجل عليه ما يفعله من حسنات وسيئات.
- وضع الموازين يوم القيامة، فحينما يقوم الناس للحساب يوم القيامة يؤتى بالميزان الذي يزن أفعال العباد حسنات وسيئات فلا تظلم نفس شيئاً، قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: 47].