البحث العلمي يعتبر البحث العلمي من أهم أسباب الرفاهية في المجتمع، وذلك من خلال تطبيق نتائجه على شكل اختراعات وأجهزة تكنولوجية تسهل حياة الإنسان، كما أنه يسهم في دراسة الظواهر والمشكلات التي تواجه المجتمع، ويقدم الحلول المناسبة لها، حيث يمكن تعريفه بأنه أسلوب للتقصي الدقيق والمنظم الذي يسعى إلى اكتشاف الحقائق، والوصول إلى حل المشكلات، وذلك من خلال جمع البيانات والأدلة، واختبارها علمياً للتحقق من صحتها أو تعديلها أو إضافة معلومات جديدة لها، ثم الوصول إلى النتائج عن طريق وضع النظريات والقوانين.
مشكلات البحث العلمي في العالم العربي - الإنقاص من أهمية البحث العلمي باعتباره ترفاً فكرياً وعلميً، فبعض الحكومات العربية لا تقدر قيمة البحث العلمي من خلال القيام بالعديد من الممارسات الخاطئة التي تتسبب في عدم تمكينه وتيسير شؤونه، ومن أهم هذه الممارسات: ضعف المخصصات المالية المرصودة في ميزانيات الدولة للبحث والتطوير العلمي، وعدم قدرتها على وضع استراتيجيات علمية واضحة مما يتسبب في الفوضى في المنهجية العلمية.
- البحث عن مصادر التمويل من الجهات غير الأكاديمية؛ كالمؤسسات الاقتصادية الربحية والتجارية، وذلك نتيجة نقص التمويل الحكومي، مما أدى إلى التأثير على مصداقية البحوث وجودتها.
- صعوبة الوصول إلى المعلومات، والإحصاءات، والأرقام الرسمية اللازمة في البحث العلمي، ووضع العراقيل أمام الباحث، ورفض تزويده بها، وإحاطتها بالسرية التامة بدعوى الحفاظ على أمن الدولة، كما يعاني الباحثون في بعض الدول العربية من حجب بعض مواقع الإنترنت التي قد تلزمهم في إجراء أبحاثهم.
- صعوبة الوصول إلى بعض ميادين المعلومات، وصعوبة جمع البيانات اللازمة منها، مثل: بعض المراكز التي تعاني من الإهمال والتقصير؛ كالإصلاحيات، والسجون، وبعض المستشفيات الحكومية والخاصة، وكذلك بعض المراكز التعليمية، وكل هذه الممارسات تهدف إلى إخفاء الحقائق.
- عدم ثقة الكثير من الأفراد في المجتمع بإمكانية الاعتماد على البحث العلمي في حل المشاكل، كما أن البعض الآخر يعتقد بعدم وجود مشاكل حقيقية تتطلب البحث العلمي.
- هجرة العقول والكفاءات العلمية إلى الخارج، وتعتبر من أهم المشاكل التي تواجه ميدان البحث العلمي في الوطن العربي بشكل عام، حيث تتحمل الدولة تكاليف تدريس وإعداد الكفاءات العلمية، وحرمانها من الاستفادة من هذه الكفاءات نتيجة انتقالها للعمل خارج الدولة.
- معاناة معظم البحوث في الوطن العربي من عدم جديتها، وذلك لعدة أسباب؛ منها: عدم ملامستها للمشاكل الحقيقية، ودوافع الباحث التي قد تكون مادية؛ كالبحث عن الترقية العلمية، أو الاستفادة منه عن طريق بيعه لطلبة الجامعات والمعاهد التعليمية للحصول على الأموال.
- عدم تطبيق نتائج البحوث العلمية التي أُجريت، وبالتالي ضياع الجهد والأموال التي صُرفت على البحث.
- ضعف مستوى الأبحاث العلمية التي يتم إنتاجها، مما يؤدي إلى عدم إسهامها في تطوير المسيرة العلمية والتنموية في المجتمع.