فرض الله تعالى عل المسلمين الصيام في شهر كامل من الشهور الهجرية وهو شهر رمضان الكريم، وقد وعد الله تعالى عبادة بالكثير من الأجر والثواب على عبادة الصيام، كما أنه يستطيع العبد كسب المزيد والمزيد من الأجر والثواب خلال هذه الأيام المباركة مثل الصدقة والإكثار من الصلاة وقراءة القرآن الكريم. ومن الصلوات التي يمتاز بها شهر رمضان المبارك دوناً عن غيره من الشهور هي صلاة التراويح التي تبدأ مع أول يوم من رمضان وتنتهي مع آخر يوم منه، فمن نهل من خيرات الشهر وأدى الصلوات المفروضة بالإضافة إلى صلاة الترويح فقد فاز في استغلال هذه االأيام لمصلحته وكسب الكثير من الحسنات.
اجتمع العلماء على أن حكم صلاة التراويح ستنة مؤكدة، وقد حافظ الرسول صلى الله عليه وسلم على تأديتها جماعة في المسجد ثم أخذ يؤدّيها بعض الأيام في البيت خوفاً من أن يتخذها المسلمون فرضاً وهذا من باب التيسير على المسلمين حسب ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري. ويبدأ وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء إلى قبل طلوع الشمس، فهي تؤدى بعد ركعتي السنة من صلاة العشاء وقبل ركعات الوتر التي ينهي بها المسلم صلاته، ويجوز له أن يصلي الوتر قبل صلاة التراويح ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وصى بجعل صلاة الوتر هي آخر صلاة قال صلّى الله عليه وسلّم :(اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا) متفق عليه.
وتكون طريقة صلاة الترويح كل أربع ركعات معاً يصليها مثنى مثنى، حيث يسلم المصلي بعد الركعة الثانية ثم يقوم ليأتي بالركعتين الأخيرتين ويسلّم في آخرهما ثم يجلس لقراءة ما تيسر له من القرآن ويكثر من الإستغفار والتسبيح والتهليل والحمد، ثم يقوم للإتيان بالركعات الأخرى بنفس الطريقة.
ولم يُحدد عدد معين لركعات التراويح وانما يصليها العبد مثلما يريد، ولكن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصليها ثلاث عشر ركعة؛ أربعة ثم أربعة أخرى ثم ثلاث ركعات صلاة الوتر، وهناك أحاديث عن قيامه صلّى الله عليه وسلّم بصلاتها احدى عشر ركعة، ويمكن للعبد الزيادة أو النقصان حسب حالته مع المحافظة على شروطها وواجباتها وأركانها.
وللمرأة القيام بصلاة الترويح في البيت أو في المسجد بشرط أن تخرج إلى الصلاة من دون فتنة فيجب أن تكون محجبة غير متعطرة غير متبرجة، فالإسلام جاء عادلاً بين الرجل والمرأة ولم يحرمها من أي وسيلة لتحصل من خلاله على الأجر والثواب.
المقالات المتعلقة بمتى ينتهي وقت صلاة التراويح