إنّ الصّلاة التي فرضها الله تعالى على المسلمين تعدّ ركناً هامّاً و أساسيّاً من أركان الإسلام ، و هي الفارق بين الإسلام و الكفر كما بيّن الرّسول صلّى الله عليه و سلّم حين قال ، العهد الذي بيننا و بينهم الصّلاة فمن تركها فقد كفر ، و إنّ المحافظة على الصّلاة هي من صفات المؤمنين المتّقين ، قال تعالى (و الذين هم على صلاتهم يحافظون ) ، و في الآية الأخرى وصفٌ للمسلمين الملتزمين بصلاتهم بالرجال و الذين لا تشغلهم الدّنيا بزينتها و زخرفها ، قال تعالى ( رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصّلاة و إيتاء الزّكاة ، يخافون يوماً تتقلّب فيه القلوب و الأبصار ) ، لذلك ترى المؤمن يحرص على أداء الصّلوات في وقتها و عدم تضييعها ، فإذا فاته شيءٌ من صلاته نتيجة عذرٍ شرعيٍّ كنسيانٍ أو نومٍ أو شيءٍ قاهرٍ وجب عليه قضائها حين تذكّرها لقول النّبي صلّى الله عليه و سلّم من نام عن صلاته أو نسيها فليؤدّيها حين يتذكّرها ، فإذا حان وقت صلاة المغرب على سبيل المثال و لم يصل الإنسان صلاة العصر و فاتته فعليه أن يصلّي الصّلاة الفائته ثمّ يصلّي الصّلاة الحاضرة ، فإذا نسي التّرتيب في ذلك فصلّى الصّلاة الحاضرة قبل الفائتة لم يكن عليه حرجٌ و صحّ ذلك منه ، و قد حدثت يوم الخندق أنّ النّبي عليه الصّلاة و السّلام انشغل عن الصّلاة لسببٍ قاهرٍ ، فصلاها حين تذكرها قبل الصّلاة الحاضرة ، و قضاء الصّلاة يشتمل على من تركها لعذرٍ شرعيٍّ أو تكاسلاً على الرّاجح من قول العلماء .
أمّا الصّلوات التي يتركها المسلم بعد البلوغ فقد اختلف فيها العلماء ، فالجمهور من العلماء يرى أنّه لا تسقط عن الإنسان و لو بلغت سنين كثيرةٍ ، و حجّتهم في ذلك فرضيّتها على المسلم منذ بلوغه ، و شبّهت بالدّين الذي لا يسقط عن الإنسان اتجاه أخيه المسلم ، فالله سبحانه و تعالى أحقّ أن يؤدّى حقّه ، و الرّاجح في هذه المسألة قول شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال أنّ ما تركه المسلم من الصّلاة بعد البلوغ يسقط بالتّوبة و الاستغفار و الإنابة لقوّة دليل هذه الرّأي و استدلاله الصّحيح .
المقالات المتعلقة بكيفية قضاء الصلاة