يمكن تعريف جمع الصلاة بأن يجمع المُصلي بين صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء في السفر، على أن تُصلى إمّا في وقت الأولى ويُسمى حينها بجمع التقديم، أو أن تُصلى بوقت الثانية ويُسمى بجمع التأخير، فمثلاً إذا أراد المُسافر أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم، فعليه أن يُصليها في وقت الظهر، أمّا إذا أراد أن يجمع بينهما جمع تأخير، فيجب أن يُصليهما في وقت صلاة العصر، وهكذا بالنسبة لصلاتي المغرب والعشاء. وذهب جمهور العلماء على جواز الجمع إذا وُجد العذر، وقد ثبت ذلك عن النبي عليه السلام.
أمّا قصر الصلاة، فهو أن تُصبح الصلاة الرباعية المُكوّنة من أربع ركعات، ركعتين فقط في السفر، أي أن تصبح صلاة العصر والظهر والعشاء في السفر، ركعتين. وقد شرع الله تعالى الجمع والقصر للمسافر من باب التخفيف واليُسر على المسلمين، فيجوز للمسافر أن يجمع ويقصر، ويجوز أن يُصلي الصلاة كما هي، فقد قال تعالى في محكم كتابه: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) [النساء: 101]، ولكن العلماء قد أجمعوا أنّ قصر الصلاة أفضل للمسافر من إتمامها، وذلك لأنّ الرسول عليه السلام قد قصر الصلاة في جميع أسفاره، ولم يثبت عنه أنّه أتمّ الصلاة في السفر.
جواز الجمع والقصر للمسافريعتبر جواز الجمع للمسافر أوسع من القصر، إذ يعتبر الجمع جائزاً للمسافر، بل للمُقيم أيضاً إذا كانت عليه أيّة مشقة في أداء كل صلاة في وقتها، مثل المريض، أو هطول مطر غزير، أو المشغول بعمل يتعذر تأجيله مثل الطبيب الذي يُجري عمليّة جراحية، والطالب في امتحانه.
أمّا بالنسبة للقصر، فلا يجوز قصر الصلاة إلا في السفر، وقد اختلف العلماء في تحديد المسافة التي يجوز فيها القصر، فقد أطلقت الأحاديث والآيات التي تحدثت عن السفر، ولكنها لم تحدد أقل مسافة للقصر.
اختلف العلماء في تحديد المسافة التي يجوز فيها القصر، فقد ذهب أهل العلم على أنّه محدد بمسافة يوم وليلة للإبل والمشاة، أي ما يقارب ثمانين كيلومتراً، كما أنّ الشخص الذي عزِم على الإقامة أكثر من أربعة أيّام، لا يجوز له أن يقصر الصلاة وعليه أن يُتمّها.
وهناك من يقول أنّ الشرع أطلق المسافة ولم يقيّد المسافة بزمن، وقد ثبت أنّ النبي عليه السلام قد أقام في تبوك عشرين يوماً، وكان يقصر الصلاة، كما وأقام في مكة سبعَ عشرةَ يوماً وكان يقصر الصلاة.
المقالات المتعلقة بمتى يجوز الجمع والقصر للمسافر