للمولد النبوي ذكرى خاصة في قلوب المسلمين جميعاً، ففي هذا اليوم ولد خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويُجمع أغلبيّة باحثي التاريخ على أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم وُلد يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل، عند طلوع الفجر وقيل إنّه ولد ليلاً، وقد تُوفي والده وهو لا زال جنيناً في رحم أمّه السيدة آمنة بنت وهب، التي تُوفيت وهو في السادسة من عمره، ثُم توفي جده وهو في الثامنة فكفله عمه أبو طالب الذي بقي يرعاه حتى وفاته، تزوج صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة زوجة أولاهنّ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها فأنجبت من الذكور: القاسم وعبد الله ومن الإناث: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، وإبراهيم كان من ماريا القبطية، فكني عليه الصلاة والسلام بأبي القاسم.
مظاهر الاحتفال بعيد المولد النبويويحتفل المُسلمون بعيد المولد النبوي كتعبير عن محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، ولُشكر الله على نعمة الهداية للدين الصحيح، وتقوم بعض البلدان المُسلمة بالتحضير المسبق لهذا اليوم، وذلك من خلال تزيين الجوامع والمساجد والشوارع بالإضاءات المُلوّنة، وتوزيع الحلوى والهدايا للأطفال، وعقد الدروس والخطب الدينيّة داخل المساجد للحديث فيها عن سيرة وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن صور الاحتفال أيضاً التغني بصفات الرسول عليه السلام وأخلاقه وتعاملاته وهذا من خلال إلقاء القصائد الشعرية أو الكتابات النثرية التي تتحدث عن ذلك، بالإضافة إلى ذكر بعض من غزواته وفتوحاته الإسلاميّة والأدبيّات المختلفة والأناشيد الإسلاميّة، ولهذا فقد حازت قصيدة ولد الهدى للشاعر أحمد شوقي على شُهرة واسعة ويتم ذكرها في كُل مولد نبويّ تقريباً، ويقول في مطلعها:
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُالروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُومن صور الاحتفال أيضا توزيع المنشورات والكتب التعريفيّة بالرسول الكريم وسيرته العطرة في المدارس والمساجد، واعتاد البعض في هذا اليوم الغسل والصوم والإكثار من الصلاة على النبيّ، وكذلك الصدقة وعمل الخير، وتوزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين، وزيارة الأقارب وصلة الأرحام.
وتعتبر بعض الدول العربية الإسلامية هذه مناسبة خاصة، فتعطل الوزارات والدوائر الحكوميّة والشركات في هذا اليوم، وتنظّم العديد من النشاطات والفعاليات للاحتفال بهذه الذكرى الشريفة، حيث تحتفل كل وزارة بطريقتها أو تنظّم احتفالاً جماعيّاً يشارك به علماء ورجال دين ويلقون الخطب الدينية ويذكّرون بأهميّة هذه الرسالة العظيمة وفضلها علينا.
حُكم الاحتفال بعيد المولد النبويأما عن رأي عُلماء الدين بالاحتفال بالمولد النبويّ فمنهم من يرى أنّ الاحتفال في هذا اليوم بدعة مُنكرة، فلم يحدُث أن احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بعيد مولده ولا صحابته ولا التابعون، على الرغم من معرفتهم بالتاريخ الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ويرون أنّه طالما لم يثبت بالسنة أو لدى الصحابة مثل هذا الاحتفال فالأَولى ألا نتبع أمراً جاء في الأساس من قبل طائفة مشبوهة ألا وهم الفاطميون.
ويرى بعض العلماء التساهل في هذا الشأن؛ لأن الهدف من هذا الاحتفال هو تذكير الأمة الغافلة بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم، وما دامت الأعمال التي يعملها الناس في هذا اليوم من الطاعات فلا ضير في ذلك.
المقالات المتعلقة بمتى عيد المولد النبوي