يعد الحج من أكثر العبادات التي يؤجر عليها المسلم عند تأديتها، ومن أكثر العبادات التي يتمنى المسلم أن يؤديها مرة واحدة على الأقل. فقد فرضه الله على المسلمين مرة واحدة في العمر لمن استطاع ذلك. فهي من أركان الإسلام الخمسة، لقوله صلى الله عليه وسلم:( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ). وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.
والحج فيه منافع كثيرة للناس، وهذه المنافع تكون دينية ودنيوية، لقوله تعالى:( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ). بالحج يتقرب المسلم إلى الله ويستغفره من ذنوبه، ويطلب المغفرة من الله، فيرجع المسلم كما ولدته أمه من الحج إن صح حجه، فيغفر الله له ذنوبه ويطهره من الآثام. وفي الحج منافع دنيوية، حيث يزاول نشاطاته التجارية والإقتصادية، فيبيع ويشتري، ويزاول أنشطته التجارية موازاة مع عبادته لله تعالى.
ويكون الحج في وقت معين من السنة، وأشهر الحج ثلاثة شوال وذو القعدة وذو الحجة، ولكن مناسك الحج تكون في شهر ذي الحجة، في العشر الأوائل، حيث يقوم الحاج بالإحرام، ثم يتوجه إلى مكة المكرمة، ويؤدي طواف القدوم، ثم يذهب يوم الثامن من ذي الحجة إلى منى ليوم التروية، وهو اليوم الذي يسبق يوم عرفة. وفي اليوم التاسع من ذي الحجة يتوجه الحجاج من بعد الظهر إلى جبل عرفات للوقوف عليه حتى مغيب الشمس، ثم يتوجه الحجاج إلى مزدلفة ليلاً، ويبيتون فيها للفجر، ثم يتوجه الحجاج إلى منى في العاشر من ذي الحجة، لرمى جمرة العقبة الكبرى، ويحلق شعره ويحلل التحلل الأصغر، ثم يرجع إلى مكة لأداء طواف الإفاضة، ثم التحلل الأكبر. ويرجع الحاج إلى منى، ليقضي أيام التشريق، ويكمل رمي الجمرات. وأخيراً يرجع الحاج إلى مكة، ويطوف طواف الوداع، وبهذا يكون قد أنهى نسك الحج.
هناك شروط يجب أن تتوافر حتى يكون حج المسلم صحيحا، أوّلها أن يكون الحاج مسلماً، حيث أنّ الحج لا يصح للكافر. وأن يكون بالغا وعاقلا، وله كامل الحرية. وأيضا أن يكون للحاج الإستطاعة بالبدن والمال، بأن يكون قادرا على أداء النسك والشعائر دون عائق جسدي، وأن يكون عنده فضل من مال، غير مدان لأحد، وقائم بكل الواجبات عليه. وقد أعذر المسلمون الذين لا يملكون المال، أو الصحة لعمل الحج، فيكون الحج لمن إستطاع إليه سبيلاً.
المقالات المتعلقة بما هي شروط الحج