الشهور العربية أو الشهور في التقويم الهجري؛ هي الأشهر التي كان العرب قديماً يستخدمونها للتعرُّف على أوقات السنة؛ لكن قبل الإسلام لم يكن هناك ذِكر للسنوات، فلم يكن هناك ترقيم معتمد للسنوات، فكان العرب قديماً يعرفون السنوات بالأحداث المُهِمَّة التي تحصل في تلك السنة، مثل تسميتهم للعام الذي حاول فيه أبرشة الحبشي هدم الكعبة بعام الفيل، فكان يُقال على سبيل المِثال؛ وُلِد الرسول عليه الصلاة والسلام في عام الفيل. وبقي الوضع على هذه الحالة حتى أقر عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه التقويم الهجري؛ واعتمد السنة التي هاجر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إلى المدينة كبداية للتقويم الإسلامي
أما الأشهر العربية القديمة والتي استمرَّت على نفس الأسماء بعد الهجرة؛ فهي اثنا عشرة شهراً، وقد قسَّمها العرب إلى ثلاثة أجزاء، منها أشهُر الشتاء، والأشهر الحرم، وأشهرٌ فردية، ويُقال بأن أسماء الأشهر أُطلِقت عليها بسبب وقت وقوعها في الزمن الذي تمت فيه التسمية عند ابتداء وضع هذه الأسماء. والأشهر الحُرُم هي ذو القِعدة وذو الحِجَّة ومُحرَّم، هذه ثلاثة متتالية؛ ومعهم شهر رجب. أما أشهُر الشتاء فهي ربيع وربيع وجمادى وجمادى، وذلك لوقوعها في فصل الشِّتاء أثناء وقوع التسمية؛ وباقي الأشهر فردية.
وفيما يلي نورِدُ الأشهر العربية ومعانيها:
- مُحرَّم: وسمَّته العرب بهذا الاسم لأنهم حرَّموا على أنفسهم القِتال فيه، فكانوا لا يتقاتلون ولا ينهبون فيه لِما فيه من الحُرمة، مع أنهم في الجاهلية كانوا يتقلبون، أي أنهم يحرِّمونه سنة ويُجيزونه سنة، وكان هو وصَفَر في الجاهلية يُسمَّيانِ بالصَّفَرين، ولذلك كانا يُجمعان. ثم تم الفصل بينهم بعد ذلك وأصبح مُحرَّم شهرٌ له اسم خاصٌ به.
- صَفَر: وهو الشهر الثاني في التقويم الهجري (العربي)، وسُمِيَّ بهذا الاسم لأن بلاد العرب كانت تصفِر لخروج ألها منها للحرب والقتال بعد انقضاء الأشهر الحُرُم، وليبحثوا عن الطعام؛ وكذلك ابتعاداً عن حر الصيف، لأن شهر صَفَر جاء في فصل الصيف سنة أن تمت التسمية. وكان صَفَر شهراً مشؤوماً عند العرب، لأنه كان يكثر فيه الحرب والقتال. وقد قيل إنه سُمِّي صفر؛ لأن من كان يخرج للقتال يجعل من يغزوه يخرج صِفراً من المتاع والأنعام والمال.
- ربيع الأول: وسُمِيَّ بهذا الاسم لأن تسميته جاءت في وقت الربيع.
- ربيع الآخر: وهو الشهر الثاني للربيع، ويُقال ربيع الآخر وليس ربيع الثاني، وذلك حتى لا يتكرر الاسم بعد ذلك، فلو كان ربيع الثاني؛ لوَجَبَ أن يتبعه ربيع الثالث وربيع الرابع وهكذا، لوقف هذا التكرار تمت تسميته بربيع الآخر.
- . جمادى الأولى: وجاءت تسمية هذا الشهر في الشتاء، وسُمِيَّ بذلك لأن الماء يتجمد في هذا الشهر.
- جمادى الآخر: وسُمِيَّ بهذا لأن تسميته جاءت في الشتاء أيضاً، و"الآخر" كما ذكرنا في ربيع الآخر؛ لوقف التكرار فلا يأتي جمادى الثالث وجمادى الرابع وهكذا.
- رجب: رَجْبُ الشيء هو مهابته وعظمته، وقد سُمِيَّ بهذا الاسم لأن العرب حرَّموا على أنفسهم القِتال فيه، فكان هو الشهر الثاني من الأشهُر الحُرُم.
- شعبان: جاء هذا الاسم من التشعُّب والتفرُّق، وسُمِيَّ بهذا الاسم لأن العرب كان تخرج للقتال بعد انتهاء شهر رجب، فكانوا يتشعَّبون في البلاد طلباً للحرب والغزو.
- رمضان: الرَّمض هو شِدة الحر، وسُمِيَّ بهذا الاسم لأنه كان واقِعاً في فترة الصيف وفي شِدَّة الحر.
- شوَّال: الشول نجم في السماء، وشالت الإبل أي رفَعَت أذنابها وارتفعت ألبانها، وجاء التسمية في ذلك الوقت فسُمِيَّ بهذا الاسم.
- ذو القِعدة: وهو من الأشهر الحُرم التي لا يُقاتل العرب فيها، فكانوا يقعدون عن القِتال، ولذلك سُمِيَّ بهذا الاسم.
- ذو الحِجَّة: وهذا الشهر أيضاً من الأشهُر الحُرُم، وبذلك يكونوا أربعة أشهر، ولأن العرب عرفوا الحجَّ في هذا الشهر؛ فقد سُمِيَّ به.