الحروب الصليبية أو حروب الفرنجة هي حملات قامت في العصور الوسطى خلال أواخر القرن الحادي عشر وحتى أواخر القرن الثالث عشر تحت إقرار كنيسة الروم الكاثوليك.
ففي عام 1095م قام البابا أوربانوس الثاني بإطلاق الحملة الصليبية الأولى بهدف فك سيطرة المسلمين على الأراضي المقدسة وبيت المقدس وإرجاعها إلى قبضة المسيحيين، فكانت الحملات الصليبية تحمل الشعار الديني فقد كانوا يلبسون علامة الصليب على صدرهم وأكتافهم تيمناً بهذا الهدف.
وبيد أنّ الدافع الرئيسي وراء الحملات الصليبية كان هو الدافع الديني ضد المسلمين، والرغبة في السيطرة على بيت المقدس والحد من توسع المسلمين في البلاد فقد كانت هنالك عوامل ودوافع أخرى ساعدت على إطلاق الحملات الصليبية، فقد أدى الندماج الحاصل بين هذه الدوافع إلى الحملة الصليبية الأولى عام 1096م.
فكان أحد الدوافع للقيام بالحملات الصليبية هو ما كان يروى عن اضطهاد المسلميين للمسيحيين وخاصة بعد هدم كنيسة القيامة في عام أوائل القرن الحادي عشر، لكن هذه الدوافع تحولت عن هدفها الرئيسي إذ قامت الحملات الصليبية نفسها بتدمير مدينة القسطنطينية المسيحية وهي عاصمة الدولة البيزنطية في ذلك الوقت.
أمّا عن الدافع الآخر فهو الطبقية التي كانت حاصلة بين فئات الشعب بشكل العموم والتي امتد لتصل إلى ما بين الإخوة أنفسهم فتكونت طبقة من النبلاء والأسياد الاقطاعيين على حساب الآخرين الذين لا يملكون الأراضي وهو السبب الذي دفع هؤلاء إلى انتهاز الفرصة والحصول على الأراضي والاقطاعات في الشرق والمدن الإسلامية.
وكان السبب في هذه الفجوة الاجتماعية راجعاً إلى القوانين التي كانت تفرضها الكنيسة نفسها على الشعب كأن يرث الابن الأكبر جميع ممتلكات أبيه، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور عدد من الفرسان أيضاً الراغبين في التخلص من هذه القوانين والتخلص من حياة العبودية والطبقية التي كانت سائدة في ذلك المجتمع.
أمّا الدافع الآخر فهو خوف المسيحيين والكنيسة من المد الإسلامي والقوة الإسلامية التي طغت على البلاد في تلك الأيام، فقد وصلت حدود الدولة الإسلامية شمال اسبانيا وفرنسا وشمال إفريقيا، وبعد المعركة التي دارت ما بين السلاجقة والبيزنطيين وانتصار السلاجقة عليهم قام البيزنطيون بالستنجاد بمسيحيي فرنسا وكان هذا هو الشرارة الرئيسية التي أطلقت هذه الحملات.
وقد امتدت الحملات الصليبية وقاموا بالسيطرة على الأراضي المقدسة وبيت المقدس حتى قام صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس بتحرير هذه الأراضي بعد المذابح التي قام بها الصليبيون على المسلمين في خلال تلك الحملات، كما أنّه في المقابل يعتبر الأوروبيون الحملات الصليبية هي حملات مقدسة حتى يومنا هذا ويقدسون الأبطال هذه المعارك كريتشارد قلب الأسد ولويس التاسع وغيرهما.
المقالات المتعلقة بما هي أسباب الحروب الصليبية