محتويات
- ١ يوم التغابن
- ٢ يوم التغابن بين اللغة والاصطلاح
- ٢.١ يومُ التَّغَابُنِ في اللُّغة
- ٢.٢ يومُ التَّغَابُنِ في الاصطلاح
- ٣ علاماتُ يومِ القيامة
- ٣.١ علاماتُ يومِ القيامة الصُغرى
- ٣.٢ علاماتُ يومِ القيامة الكُبرى
- ٤ أهوالُ يومُ القيامة
يوم التغابن من منَّا لم تُحَدّثْهُ أمُه عن يومِ القيامة؟ من منَّا لم تخبرْهُ مُعلِّمته أو مُعلِّمه عن أهوالِ ذاك اليوم العظيم؟ من منَّا مرَّ به قطارُ العمرِ ولم يفكرْ ولو حتى في خلسةٍ بهذا اليوم؟ إنه يومُ الحساب، يوم لا ينفع العبد إلاَّ عمله الصالح، فعن يومِ القيامةِ تَحَدَّثتْ كلُّ الكُتُبِ السماوية، تَحَدَّثَتْ التوراة عن وجههِ المُفْزِع المُريب، ذاك الوجه الذي يأتي بالخَرَابِ على سائرِ الكون، ثمَّ تحدثت عن الصُلْحِ والصَّلَاح الذي يلي هذا الخَراب، وجاءَ في الإنجيلِ أنَّ يومَ القيامةِ حق، وتمعَّنَ القرآنُ الكريمُ في وصفه، فهو يومُ الحسابِ الذي يأتي في نهايةِ الدُنيا، فيكون جزاء المؤمنين باللهِ الجنة، ويكون جزاء الكافرين النار، وهو يوم القيامة؛ لأنَّ الأمواتَ يقومون فيه للحساب، فيُحاسب كلُّ الخلقِ على ما فعلوه في الدنيا، وقد سُمِّيَتْ بعضُ سورِ القرآن الكريم بأسماءِ هذا اليوم، ومن تلك الأسماء التي جاءَ بها القرآن عن يوم القيامة (يومُ التَّغَابُنْ)، وسنخوضُ في غمارِ هذا الحديث، لكي نعرف ما هو سبب التسمية بهذا الاسم؟ ونذكر أسماءً أُخْرى ليومِ القيامة، ثم نذكُر شيئاً عن علاماتها التي تحدَّثَ عنها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ونختم بذكر أمر عن أهوال يوم القيامة عند المسلمين.
يوم التغابن بين اللغة والاصطلاح يومُ التَّغَابُنِ في اللُّغة
- اليوم: هو زمنٌ مقداره من طلوعِ الشمس حتى غروبِها، وجَمْعُهُ أَيَّام
- التَّغَابُنْ، هو مصدرٌ من الفعلِ المُضارِع تَغَابَنْ، وفعلُه الماضي غَبَنَ، والغَبْنُ هو إذا اشتريت شيئاً فكانت الغَلَبَةُ فيه لك، والنقصُ لمن اشتريتَ منه.
يومُ التَّغَابُنِ في الاصطلاح
وهو يومُ القيامة، وقد حَمَلَتْ سورةٌ من سورِ القرآن الكريم اسم التَّغَابُنْ، وفي نفسِ السورة وَرَدَت الآيات (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، صدق الله العظيم، فيوم التّغَابُنِ هو اسمٌ من أسماءِ يوم القيامة عند المسلمين، وقد سُمِّيَ تغابن لأنّ أهلَ الجنّةِ يَغْبُنُونَ فيه أهلَ النار، فأهلُ الجنّةِ يدخلون الجنّة، وأهلُ النارِ يذهبون للنّار، فَيَغْبِنُ أهلُ الجنةِ أهلَ النارِ على ذلك، وقد وردت أسماءٌ عديدة غير (يوم التغابن) ليومِ القيامة أيضاً في القرآن الكريم، فهي (الحاقَّة، والصَّاخَّة، والطَّاَّمة، والجاثية، والغاشية، والقَارِعة، والواقِعة، ويوم البعث، ويوم الحساب، ويوم الحشر، وغيرها).
علاماتُ يومِ القيامة تلك العلامات هي التي أخبَر عنها النبي صلّى الله عليه وسلّم أنَّها ستحدث قبلَ يوم القيامة، وتُقَسَّمُ تلك العلامات إلى علاماتٍ صُغرى وعلاماتٍ كُبرى، ودعونا نتحدث بشكل مفصل عن تلك العلامات، ونذكرها فيما يلي:
علاماتُ يومِ القيامة الصُغرى
وهي علاماتٌ تسبِقُ العلاماتِ الكُبرى، وإذا ما نظرنا إلى حالنا اليوم، سنجدُ أنَّ كثير من هذه العلامات قد حدث بالفعل، وأخرى منها ما زالت تحدث، حتى يومنا هذا، وأُخرى لم تحدثْ بعد، ولكن كلُّنا يقين بأنّها سوف تظهر، ثقةً وإيماناً بكلامِ المصطفى صلّى الله عليه وسلم، وأهم تلك العلامات:
- بِعْثَةُ النبيِّ محمد صلّى الله عليه وسلم، وقد بُعِثَ.
- مَوتُ النبي صلّى الله عليه وسلم، وقد مات.
- ظهورُ الفِتَن، وقد ظهرت فتنٌ كثيرةٌ في حياةِ المسلمين، ومنها (مقتلُ عثمان بن عفان رضي الله عنه، وظهور الخوارج، وموقعة الجَمَل، وغيرها).
- ظهور أحد الناس يدَّعِي النبوة، وقد ادَّعَى (مُسَيْلَمة الكذاب، والأسود العنسي، وغيرهم) النبوة.
- نار الحجاز العظيمة، وقد ظهرت في العام الهجري ستمائة وأربع وخمسون (654هـ).
- تطاول رعاء الشاة في البنيان، وهذا ما حصل في بلاد الخليج العربي.
- طعون عمواس، وعمواس هي بلدة في فلسطين.
- ضياع الأمانة، وفي هذه العلامة يسند أمر الناس لمن لا يعرف كيف يديرها.
- فتح بيت المقدس، وقد فتح على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفتح على عهد صلاح الدين الأيوبي، ولكن تم احتلاله من جديد.
- استفاضة الأموال، والتخلي عن الصداقة.
- قبض العلم ومحاربة العلماء.
- انتشار الزنا والربا.
- كثرة شرب الخمر.
- كثرة القتل والزلازل.
- ظهور الكاسيات العاريات.
- كثرة النساء.
- انكشاف الفرات عن جبلٍ من ذهب.
- كثرة شهادة الزور.
- تَصْدُقُ رؤيا المؤمن.
- كثرةُ الروم وقِتَالُهم مع المسلمين.
- فتح قسطنطينية، وهي تركيا حالياً.
- ظهور الخسف والقذف.
- ولادة الأمة لربتها، وهذا في إشارة لعقوق الأولاد لأمهاتهم.
علاماتُ يومِ القيامة الكُبرى
هي عشرة علامات كما أخبرَ عنها الرسولُ صلّى الله عليه وسلم، وظهورُ هذه العلامات يعني أنَّ يومَ القيامةِ قريبٌ جداً، ولا يُعرفُ بعد ما إذا كانت تلك العلامات سوف تأتي بالترتيب كما ذُكرت، ولكن المعلوم أنَّها ستحدث قبلَ ذلك اليوم العظيم، وهي:
- قيام معاهدة بين الروم والمسلمين، فيغدر الروم بالمسلمين.
- ظهور المهدي المنتظر
- ظهور الأعوَرِ الدَجَّال.
- نُزولُ عيسى ابن مريم
- ظُهور يأجوج ومأجوج.
- قيام ثلاث خسفات (خُسوفٌ بالمشرقِ، وخسوفٌ بالمغربِ، وخسوفٌ بجزيرةِ العرب).
- ظهور الدُخان العظيم.
- ظهورُ الدَّابة.
- طلوعُ الشمس من مَغْرِبِهَا.
- نارٌ تسوقُ الناسَ إلى مَحْشَرِهِم.
أهوالُ يومُ القيامة أهوالُ يومُ القيامةِ هي مَشَاهِدُهُ العظيمة، فكم هي صعبةٌ على الكافرين والفاسدين والمنافقين، فهي مشاهد تَنْخَلِعُ لها القلوب، ونقومُ بوصفِ مشاهدَ يوم التغابن، بشكل يسيرٍ ومُختصر:
- النفخُ في الصور: الصور هو آلةٌ كالقرن يُنْفَخُ فيها، وقد أَوْكَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ أمرَ النفخِ لأحدِ الملائكة العظام وهو (إسرافيل عليه السلام)، فَيَنْفُخُ في الصور نفختين:
- النفخةُ الأولى: وهي نفخةُ الصَّعقِ أو الموت، وفيها يموتُ كلُّ من على الأرض، إلاَّ من شاء الله أن يبقيه حيّاً، وتأتي هذه النفخة على الناس وهم في غفلةٍ من أمرهم.
- النفخة الثانية: وهي نفخةُ البعث، حيث تُوْقِظُ الأموات، فَيُحْشَرُوَن إلى أرض الميعاد.
- البعثُ والنشور: وهو إعادةُ الأرواح إلى الأجساد ليس كخلقٍ جديد.
- الحشرُ والجمع: وتسمى الأرض التي يُحشَر عليها الناس (الساهرة)، وهي أرضٌ بيضاءٌ عفراء، كقرصة النقي، يُحشرُ الناسُ فيها حفاةً عراة، فيسكوهم الله بحسب أعمالهم، ويُحشر كل شخص على ما مات عليه.
- الموقف الطويل، وَدُنُوُّ الشمسِ من الرؤوس، فتمتلئ القلوب خوفاً ورُعباً من مشهدِ الحشر العظيم.
- الحوض: فبعد أن تدنو الشمس من الرؤوس، ويسيطر العطش على الناس، يُكرمهم الله بالحياض، فلكلِّ نبيٍّ حوضاً يشربُ منه هو وأتباعه، وللرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم حوض ماؤه مستمدٌ من نهرِ الكوثر الذي وعدَ الله عز وجل نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم به، فماء الحوض مُستمدةٌ من الكوثر، وهو أبيضُ من اللّبن وأحلى من العسل، من شَرِبَ منه شُربَة لم يظمأ بعدها أبداً، فأولُ من يشرب منه هم فقراء المهاجرين، ثم أهل اليمن، ولا يشرب منه كلّ من ارتدَّ عن دين الإسلام، وكلُّ من أَحدَثَ فيه البدع، وكلّ من خالف جماعة المسلمين، وأصحاب الكبائر.
- يقوم الناس طويلاً، فتأتي الشفاعة الكبرى، وفيها يشفعُ النبي صلّى الله عليه وسلّم للناس، بأن يُعَجِّلُ اللهَ عزَّ وجلَّ حِسَابَهُم.
- يجيء الله عز وجل للقضاء فيراه الناس جميعاً، وتختلف رؤية المؤمنين لربِ العالمين عن رؤيةِ الكافرين، فرؤية المؤمن رؤيةُ تكريمٍ وشوق، أمَّا رؤية الكافر فهي رؤية تعريفٍ وعذاب.
- فيكون عرض الأعمال، ثم الحساب الأول.
- وبعد الحساب تتطاير الصُحف، فيؤتى أهل اليمين كتابهم في اليمين، وأهل الشمال يأتون كتابهم في الشمال.
- ثم يكون الحساب الثاني؛ لِقَطْعِ الأعذارِ والحُجَج، فكلٌّ عُرِضَ عليه كتابَه.
- فيكون الميزان.
- وينقسم الناس إلى أزواج، كلُّ طائفةٍ حسب أعمالها تُجْمَع، فالأنبياء مع الأنبياء، وأهلُ الخيرِ مع أهلَ الخير، وأهلُ الشركِ مع أهلَ الشرك وهكذا.
- ثم يكون الصراط، والصراطُ هو جسرٌ يُنْصَبُ فوق جهنم، وهو أدقُّ من الشعرة، أحدُّ من حدِّ السيف، مُظْلِم، تعبر إليه كل الخلائق لدخول الجنة، فمن صلح عمله عبر، ومن كان كافرًا أو مُنافقاً يسقط في جهنم، فَيُسْمَعُ صوتُ صُراخِه وهو يسقطُ فيها، والرسولُ صلّى الله عليه وسلّم هو أول من يعبر على هذا الصراط.