يعيش الإنسان حياته يوماً بيوم، دون أن يعلم ما يخفيه له في المستقبل، وما تحمله الأيام له في طياتها، فلم يمنحه الله سبحانه وتعالى حين خلقه قدرة الاطلاع على الغيب أو معرفة خبايا حياته، لعدة حكمٍ كما في الأمورالإلهية كلها، فلو عرف الإنسان ما سيحل به من شرٍ فلن يخرج من بيته ولن يستمتع بالحياة على سبيل المثال، ويعد الإيمان بالقدر خيره وشره أحد أركان الإيمان التي لا يستقيم إيمان مؤمنٍ إلا بها.
والقدر هو مجموعةٌ من الأحداث المتتالية التي ستحصل في المستقبل، ولا يستطيع الفرد تغييرها أو التدخل بها فهي من الشؤون الإلهية، وترد كلمة القضاء كمرادفةٍ له أحياناً أو تختلف عنه في أحيانٍ أخرى، وهو الأمر المقضي المفروغ منه، أي المكتوب دون القدرة على تغييره، وفي قولٍ آخر هو القسمة والنصيب، أي الوضع الذي تؤول إليه حال الفرد، بسبب إرادة الله له أن يتم كذلك لا بطريقةٍ وشكلٍ آخرين.
وقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير"، والمؤمن هو من يسلم أمره كله لله ويتوكل عليه ويتصف بالرضا من بين الناس، فإن حصل له مكروهٌ وضراءٌ حمد الله وشكره واستمر في حياته، وإن لحق به الخير استبشر وفرح وشكر الله أيضاً.
التعجل لمعرفة القدريجدر بالذكر أن من الناس مَن يلجأ لوسائلَ مختلفةٍ ليعرفوا ماذا سيحل بهم وبحياتهم، ويوصفون بأنهم ضعاف الإيمان في الدين الإسلامي، نذكر من الوسائل التي يتبعونها الذهاب للبصارات اللواتي يستخدمن عدة طرقٍ منها الحجارة الصغيرة، التي يرمينها على سطح ما ويقرأنَ قدر الإنسان وما تخفيه له الأيام وغيرها، بالإضافة إلى كتب الأبراج التي تتناول مستقبل كل شخصٍ وبرجه تبعاً لتاريخ ميلاده.
بالإضافة إلى الأشخاص الذين لمعت أسماؤهم في هذا المجال ممن يحللون أو يستقبلون الأسئلة التي تتعلق بالقدر وما سيحصل فيما بعد، كأولئك الأشخاص الذين يظهرون ليلة رأس السنة على التلفاز أو يسمعهم الناس في الإذاعات والراديوهات، ليقولوا ماذا سيحصل من أحداثٍ طيلة السنة المقبلة، كما أن قارئات الفنجان بعد الانتهاء من شرب القهوة يقمنَ بتحليل الخطوط والتعاريج وسرد ما يرينَ على شكل أحداثٍ مستقبلية، وهناك مفهومٌ آخرٌ يعرف بالوسيط الروحي، وهو الذي يستخدم كرةً بلوريةً، أو كف الإنسان لمعرفة مستقبله، وغيرها من الوسائل الأخرى.
المقالات المتعلقة بتعريف القدر