تعتبرُ عقيدةُ البعث والجزاء من المعتقدات الدينيّة الهامة التي أسهمت في تغيير الإنسان فكراً وسلوكاً، فقد صارَ الإنسان بفضلِ هذه العقيدة أكثر وعياً وحكمةً، وأكثر تفاؤلاً، الأمر الذي انعكس على سلوكِه فصار يحسبُ الحساب لكلّ خطوة سيخطوها في هذه الحياة.
يُعرَّف البعثُ لغةً على أنّه الإرسال والإحياء، أمّا اصطلاحاً فهو إعادةُ إحياء الله تعالى للناس من قبورهم بعد موتعهم، والبعث يرتبطُ ارتباطاً وثيقاً بالجزاء، والذي يُعرَّف اصطلاحاً على أنّه ما سيتلقاه العباد يوم القيامة من عذاب مقيم، أو نعيمٍ دائم.
البعث والجزاء في العقيدة الإسلاميةيعتبرُ الإيمان باليوم الآخر أحدَ أركان الإيمان في الديانة الإسلاميّة، حيث يشتملُ هذا الإيمان على الإيمان بأنّ الله تعالى باعث الناس بعد موتهم للحساب، وعلى أنّ الجميعَ سينالون جزاءهم عمّا كانوا يفعلونَه في حياتهم الدنيا، ومن هنا فإنّ هذا الإيمانَ يدلُّ بالضرورة على إيمان الإنسان بحكمة الله تعالى وقدرته اللّامحدودة.
أشارت النصوصُ الدينية الإسلاميّة بوضوح تامّ إلى اليوم الآخر، وما يصاحبُه من بعثٍ وجزاء، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: (وَأَقْسَمُوا بِاَللَّهِ جَهْد أَيْمَانهمْ لَا يَبْعَث اللَّه مَنْ يَمُوت بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَر النَّاس لَا يَعْلَمُونَ) [النحل، الآية: 38]، وقوله تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) [آل عمران، الآية: 30]. وفي هذا السياق، فقد تناول القرآنُ الكريم اليوم الآخر، والبعث، والجزاء بتفصيلٍ شديد، حيث ردَّ على كلّ المشككين في هذه العقائد، كما أمر الله تعالى الناس بالإكثار من ذكر هذا اليوم لِما في ذلك من خيرٍ عظيم يصيبُهم في الدنيا والآخرة.
أهميّة الإيمان بالبعث والجزاءالمقالات المتعلقة بما هو مفهوم البعث والجزاء