تتعد المشكلات الهضمية التي تواجه جسم الإنسان، ويعزى سبب هذه المشكلات لنوعية الطعام المتناول من قبل الفرد وكمياته والأوقات المخصصة لتناول هذه الكميات من الطعام، ومن المشكلات التي تنشب نتيجة للخلل ما في تلك المكونات "الإمساك" ويعرف الإمساك على أنّه حالة سريرية يكون فيها الإنسان غير قادر على التغوط بصورة طبيعية، وأنّ عدد مرات لتغوط أقل من معدلها الطبيعي، أو عندما يحتاج الإنسان لبذل مجهود مضاعف لتغوط، أو كان التغوّط ناقصاً، أو كان البراز في الحالة الصلبة.
ولا يستثير الإمساك فائق الاهتمام، بل لا يعتبر حالة مرضية بحد ذاته، بل يحتاج المريض عند شعوره بالإمساك زيارة الطبيب بشكل دوري حتى يشخص الحالة من حيث عدد مرات لتغوط ضمن معدلها الطبيعي والذي يقدر بي 3 مرات أسبوعياً، وعندها يصف الطبيب العلاج المناسب وفقا للحالة.
وانطلاقا من ضروريّة حماية الجسم، فإنّ الأفراد الذين يتناولون مليّنات لتقليل من الإمساك لا يعتبرون مرضى، وقد أشارت العديد من المدرسات أنّ مؤشر الإمساك أعلى انتشاراً عند النّساء من الرّجال، وأنّها تزداد مع تقدّم في السّن إلا أنّه ليس مؤشراً ثابتاً.
ويعزى سبب الإمساك إلى عدّة عوامل فقد يكون نتيجة لمرض عضوي، كالأمراض في سن الطفولة المبكرة كالقولون الخلقي وهو حالة مرضية ناتجة عن خلل ما في أعصاب الجهاز الهضمي ومرض التليف الكيسي وهو مرض يصيب الغدد المسئولة عن الإفرازات كالغدد الصماء، او نتيجة لأمراض أخرى: كالسكري والكليتين وقصور الغدة النخامية، او رما نتيجة لأمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي، أو قد يكون بسبب أمراض الأمعاء الغليظة كالتهاب المستقيم، كما يعتبر تناول الأدوية خصوصا أدوية معالجة ضغط الدم ومضادات الاكتئاب ومدرات البول سببا لحدوث الإمساك. ويحدث الإمساك أيضاً نتيجتا لقصور وظيفي في عضلة قولونية أو اضطرابات في تفريغ القولون، او حدوث إمساك متداخل يتضمن اضطراب في عملية التغوط وهبوط في وظائف القولون وغيرها من مسببات الإمساك الشائعة.
ويترتب على المريض عند استمرار الإمساك أكثر من ثلاثة أشهر مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات الدم اللازمة وأحيانا قد يتطلب تنظير داخلي وصور أشعة عند الضرورة، وينبغي أيضا فحص الضغط الشرجي وعضلات الجهاز الهضمي، وإجراء تخطيط كهربائي لعضلات فتحة الشرج وتصوير عملية التغوط وتقييم مقدار حساسية والألم داخل عضلة المستقيم. وهنالك العديد من الطرق الوقاية الشاملة للحد من الإمساك، ومنها وضع خطة غذائية متكاملة كالحبوب والفواكه والماء والألياف التي من السهل هضمها، واستعمال المواد الملينة كالإعشاب والأدوية الموصى بها من الطبيب، وفي بعض الحالات المستعصية وعندما لا يفي ما سبق ذكره بالغرض، يلجئ الطبيب لإجراء العمليات الجراحية كقطع جزئي من القولون، وهذا النوع من الجراحة يعالج مشكلة الإمساك من جذورها، ومن الجدير بالذكر أنّ العلاج السلوكي في بعض الأحيان يكون له الدور الفعال في الحد من مشكلة الإمساك كالارتجاج البيولوجي والتنويم الإيحائي، كما أنّ ممارسة الرياضة كطريقة أخرى للمعالجة المثالية.
المقالات المتعلقة بما هو حل الامساك