يحتلّ آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكانةً خاصّةً في ديننا بل وإنّ محبّتهم واجبةٌ في قلوب المسلمين فهم عترة النّبي وذريته الطّاهرة وفيضٌ من نوره وبركته ، وكما كان للأنبياء فيما سبق آل بيتٍ وعشيرة فقد أكرم الله تعالى نبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم بأقرباء وقفوا معه في دعوته وتحمّلوا الصّعاب وتحدّوا الكفر والكافرين برباطة جأشٍ وقوة شكيمة ، لم يأبهوا للمرجفين ولم يهزّهم تثبيط المنافقين ، فكان منهم حمزة أسد الله وعمّ رسوله والذي بإسلامه عزّت الدعوة وفرح المسلمون وكان جعفر ابن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي سطّر ملحمة البطولة في مؤتة حين تمسّك بالرّاية حتى قطعت يداه وأمسكها بعضديّه حتى استشهد – رضي الله عنه – فأبدله الله بدل يديّه جناحين من ياقوت يطير بهما في الجنّة ، وكان علي ابن أبي طالب ابن عمّ رسول الله ليث الحروب وصانع الفتوحات أسد المنابر وبليغها ، الزاهد التقيّ الورع ، من أحبّ الله ورسوله فأحبّه الله ورسوله .
هؤلاء هم آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نجومٌ في كبد السّماء وعطرٌ يفوح في العلياء ، وقد اختلف العلماء في تحديد من هم آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمنهم من رأى أنّهم ذريته وأزواجه ومنهم من رأى أنّهم أقرباؤه من بني هاشم وآخرون توسّعوا في المسألة ورؤوا أنّهم جميع من آمن به من المسلمين ومنهم من حدّدهم بأل العباس وآل علي وآل عقيل وآل جعفر ، وقد اختلف الشّيعة في مذهبهم عن أهل السّنة والجماعة فقد رؤوا أن آل البيت هم محدّدون بأشخاص معيّنين عيّنهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهم علي وفاطمة والحسن والحسين وقد استنتجوا ذلك من حديث الكساء حيث وضع عليهم رسول الله كساؤه قائلاً : اللّهم هؤلاء هم أٍهل بيتي ، اللّهم فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ، وهذا الكلام لا يلزم منه أنّه حدّدهم فربما دخل آخرون معهم والله تعالى أعلم .
وحديث الثّقلين هو الحديث الذي روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين أوصى بأهل بيته قائلاً : تركت فيكم الثّقلين كتاب الله وأهل بيتي ، لن تضلوا بعدهما أبداً ، وتعدّدت روايته بألفاظ أخرى ، وهذا من فضل آل بيت رسول الله ومكانتهم عند الله بعلمهم الذي اكتسبوه من مدرسة النّبوه فكان الإمام علي مدرسة في العلم والفقه وكانت السّيدة عائشة كذلك لها علمها وفقهها بملازمتها لرسول الله وحدّثت عنه أحاديث كثيرة .
هكذا نرى مكانة آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نحن أهل السنّة والجماعة من دون تقديسٍ أو تنزيهٍ لهم كما فعلت الشيعة الذين انحرفوا عن المنهج وأخطؤوا السبيل فضلّوا وأضلّوا ، ثبّتنا الله جميعاً على الطريق المستقيم .
المقالات المتعلقة بما هو حديث الثقلين