إن لجدار الصوت، أو حاجز الصوت كما يسميه البعض، علاقة وثيقة بالديناميكية الهوائية؛ وهي النقطة التي ينتقل عندها كائن أو شيء متحرك من سرعة قريبة من سرعة الصوت إلى سرعة تفوق سرعة الصوت، ولم يكن هذا المصطلح معروفاً قبل الحرب العالمية الثانية، فخلال هذه الحرب بدأ الطيارون الحربيون بتكلمون عن أمنياتهم بأن تكون طياراتهم أسرع مما هي عليه حتى لا يكونوا فريسة سهلة للعدو الذي يملك طائرات بنفس سرعة طائراتهم، عندها بدأت المحاولات من قبل علماء ومهندسي الطيران لتصميم طائرة تكون اسرع من الطائرات الحربية التقليدية التي كانت متواجدة في ذلك الحين.
ما هو جدار الصوت أو حاجز الصوت؟
تنتقل الموجات الصوتية عند مستوى سطح البحر، وفي الظروف الجوية المثالية، أي عند حرارة 21 أو 22 درجة مئوية بسرعة 345 متر في الثانية، إلا أنّ انخفاض الحرارة يؤثر سلباً على السرعة فكلما انخفضت درجة الحرارة قلت سرعة الصوت، فإن كانت الطائرة على ارتفاع 35 الف قدم مثلاً، ومعدل الحرارة المحيطة بها 4 أو 5 درجات مئوية، تكون سرعتها حوالي 295 متراً بالثانية.
وحيث أنّ انتشار الموجات الصوتية محدود، فإنّ مصادر الصوت المتحركة ستبدأ باللحاق بموجات الصوت المنبعثة منها، وعندما تزداد سرعة الكائن المتحرك لتوازي سرعة الصوت أي سرعة الموجات المحلية، فإنّ هذه الموجات تبدأ بالتجمع أمام هذا الكائن، فإن كانت سرعته كافية فسيخترق حاجز الموجات الصوتية، مكملاً طريقه، هذا الإختراق يتسبب بتغير في الضغط عندما يمر الكائن في الموجات الصوتية فينتج دوياً قوياً وكأنّه الإنفجار ونستطيع سماعه ونحن على أرض اليابسة.
ولا بد أنكم تتساءلون عن المغامر الذي تجرأ وقام بهذه المحاولة للمرة الأولى ومتى، إنّه تشاك ييغر؛ قائد طائرة أمريكي، متخصص بتجربة الطائرات قبل إعطائها التصريح للطيران، وقد قام بكسر حاجز الصوت يوم 14 تشرين الأول عام 1947 بطائرة أطلق عليها إسم زوجته غلينيس ، وهي موجودة اليوم في متحف سميثونيون للفضاء في واشنطن دي سي في الولايات المتحدة الأميركية.
إلا أنّ هذا الأمر ظلّ طي الكتمان حتى العام التالي (1948) وأعتبرت رحلته هذه من أعظم وأهم الإنجازات في مجال الطيران بعد رحلة الأخوين رايت في العام 1903. ومنذ العام 1950 بات إختراق جدار الصوت عملاً روتينياً قد نسمع صداه على الأرض، ربما يومياً. ولم يقتصر إختراق جدار الصوت على الطائرات فقط، ففي 15 تشرين الأول 1997 سجّل الطيار الحربي الأميركي آندي غرين أول إختراق لجدار الصوت على اليابسة في صحراء الصخر الاسود (بلاك روك) في نيفادا عند قيادته للمركبة النفاثة ثراست س.س.س. حيث بلغت سرعتها القصوى 1228 كيلومتراً في الساعة.
وكان قد سبقها محاولة لإختراق جدار الصوت باستعمال المركبة ذاتها في صحراء الجفر في محافظة معان – الأردن في خريف 1996 إلا أنها لم تنجح.
ولم يتوقف الأمر عند محاولات الإختراق بل قام المخرج دايفد لين في عام 1952 بإخراج فيلم بعنوان "حاجز الصوت"، وتدور أحداثه حول محاولات مصممي الطائرات لإختراق جدار الصوت، أما في أميركا فكان إسم الفيلم" اختراق حاجز الصوت".
المقالات المتعلقة بما هو جدار الصوت