من منّا لم يذق طعم الحب والعشق اللذان هما ما يميّز الإنسان عن غيرهِ من الكائنات الحيّة وتجعل العلاقة بين البشر مبنيّة على الحب فيما بينها ، وللحب والعشق هناك فرقٌ كبير فيما بينهما يختلفان من إدمان الإنسان للذي يحبّهُ وذاك الذي يعشقهُ ، ولكن مصدرهما واحد وهو القلب المليء بالأحاسيس فهو بحر إذا غرقَ فيهِ المحب أو العاشق تاهَ في بجورهِ المظلمة لأنّ الحب والعشق يجعلان من الشخص يعيش في ظلمة بحيث أنّهُ لا يرى سوى معشوقتهِ أو التي يحبّها ، والكثير منا يريد معرفة الفرق فيما بينهما .
الحب !!!
الحب من أسمى اللغات التي عرفها الإنسان منذ القدم ، وكل إنسان يبحث عن الحب في كل مكان يذهب إليهِ ، وهو دائماً يتعثّر حتّى يجد من يحتويهِ بكل صفاتهِ الجيدة والسيّئة ، فالحب إذا دقَّ باب أحد لا يستأذنَ صاحبهُ فيدخل الى قلبهِ وهوَ محمّل بمشاعر كثيرة ومن هذه المشاعر العمى ، فالحبُّ أعمى لا يرى عيوب معشوقهِ حتّى لو كان الشخص كلّهُ عيوب ، فالحب إذا وُجِدَ من يقدّرهُ والآخر يهتم والإثنان يخافون على بعضهم البعض أصبحَ الحب في قمّتهِ فالحب يحتاج الى التقدير والتضحية والتغيير ، فإذا ذهبَ التقدير والإحترام والإهتمام سينتهي الحب شيئاً ف شيئاً حتّى يصل الى الكره ، فالمحب لا يوجد فيهِ الكذب فإذا وجد الكذب فهو ليس حب ، والحب لا خيانة في قاموسهِ فإذا وجد الخيانة لا حبّ فيه ، والحب يحتاج تضحية من الطرفين فإن لم يوجد فلا يسمّى حباً ، والحب أساسهُ الإحترام فإذا ذهبَ الإحترام ذهبَ الحبّ كلّهُ ، ومن منّى لم يحب ولم يعشق ولكن إيّاك أن تفتح قلبك سوى للشخص الذي يحتويك ففي الإحتواء يوجد ما تبحث عنهُ ، ف سيدنا محمد صلى الله عليهِ وسلّم كان يقول : زرقت حبّها ، وكان يقصد عائشة رضي اللهُ عنها ، وكان يقول سيد الخلق : ربّي لا تلمني بما لا أملك ، وكان يقصد قلبهُ لأنّهُ لم يستطع التحكّم في مشاعرهِ بين زوجاتهِ خوفاً أن يظلمَ أحدُهِنَّ ، فحاول أن لا تفتح قلبك سوى للشخص الصحيح في المكان الصحيح الذي يناسبك فهو أفضل من أن تحب شخص لا يقدّرك ولا يفهمك ولا يحترمك ، فإذا أردّت أن تبحث عن الحب إبحث عن شخص يقدّرك ويحتويك .
العشق !!!
يقال أنّ الحب هو للشخص الأوّل ، ولكن أنا أقول أن العشق والحب وكلّ شيء للأول ، لأنّهُ الأول ولأنّهُ الذي لا يتكرّر فهو من إمتلك القلب الطفل في بداية عشقهِ ، فالعشق إدمان لا علاج منهُ ولا دواء ، وأحياناً وكثيراً يكون العشق إبتلاء ، فعندما تعشقَ شخص قد يأتيك شعور بأنّهُ ليس ملكك وليس من حقّك أن تعشقهُ وليس من حقّك أن تقتربَ منهُ وليس مناسبٌ لك ولكن تعشقهُ وتخاف عليهِ أكثر من نفسك ، هنا يبدأ الإنتحار والغرق في بحور الوهم والأمل والكذب على النفس ، العشق الكلمة الصحيحةِ لهُ هو (الحب الطاهر) أي بمعنى الحب الطفولي خالِ من المشاعر الحيوانيّة ، ما أجمل العشق وأن يكون مع من تعشقهُ ، فمن أبتلي بالعشق إيّاك أن تدمّر نفسك فالعشق كالإدمان كلما غرقت فيهِ كلّما زاد تعبك وهمّك وكرهك للحياة .
المودّة !!!
ما أجملكَ من كلمة خلقها الله عزّ وجل ليطفئَ لهيب العشاق والمحبوبين ، فالمودّة أكبر وأعظم وأروع من الحب والعشق ، لأنّهُ من عندِ الله ، والغريب لم أرى أحداً يتكلّمُ فيهِ ، فهو النصيب وهو الإنسان الذي خُلِقَ من ظعلك يا آدم ، فهو نصف العقل وكل القلب وكل الحياة ، قال تعالى :(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ، كلّ شخص قد يتزوّج ويقول أنا لا أحبّهُ ولا أطيقهُ ومع الأيام تكتشف أنَّكَ تحبّ زوجتك أو زوجك ، فهنا تبدأ المودّة والرحمة فيما بينكم ، فالبيوت التي تعمّر على أساس الدين والخوف من الله وللتقرّب منهُ ، فهوَ أجملُ البيون وأجمل ما يمكن أن يسكنَ فيهِ الشخص .
المقالات المتعلقة بما هو الفرق بين الحب والعشق