إنّه المكان الذي تدفن به كريات الدم الحمراء،أو لنقل بشكل حرفي أكثر إنه مقبرة كريات الدم الحمراء،تماما كالصورة التي في أذهاننا عن المقبرة وما توحيه لنا من احتوائها على كل من فقد الحياة وبات عاجزا عن تقديم شيء،أو القيام بمهمة ما.
إنّه ذلك العضو الذي يبلغ حجمه حجم قبضة اليد،ذو لون داكن أقرب إلى البنفسجي،وطول يقارب 10 سنتيمترات،يقع في الجهة اليسرى من التجويف البطني إلى يسار المعدة،ونظراً لأنه محمي بالقفص الصدري فليس بالإمكان أن نشعر به إلا في حالة تضخمه.
يشبه الطحال في تركيبه العقد اللّمفاوية،بل إنه يعتبر أكبر الأعضاء اللمفاوية في الجسد،ويتكون من نوعين أساسيين من الأنسجة؛النسيج الأبيض أو النسيج اللمفاوي والذي بتكون من خلايا الدم البيضاء ويعتبر جزءا من الجهاز المناعي في الجسد،والنسيج الأحمر الذي يتكون من تجاويف وريدية تمتلىء بالدم.
لكن ما هي وظائف الطحال؟ولماذا قلنا سابقاً أنّه يسمّى مقبرة كريات الدّم الحمراء؟ لعل الوظيفة الأولى للطحال والمتعلقة بجهاز المناعة يتم تنفيذها عند دخول الدم إلى النسيج الأبيض في الطحال حيث تتواجد كريات الدّم البيضاء من نوع B التي تصنع الأجسام المضادة والتي تسهم في التغلب على البكتيريا والفيروسات وإيقاف العدوى،كما تتواجد في ذلك النسيج اللمفاوي أيضا خلايا T والتي تقوم بالتعرف على البكتيريا والفيروسات ومهاجمتها قبل قيامها بإحداث العدوى داخل أجسادنا.
أمّا في ما يتعلق بالوظيفة الثانية،فعند دخول الدّم إلى الطحال وخصوصا إلى النسيج الأحمر فإنه سيقوم بتنقية الدم وإزالة خلايا الدم الحمراء التي انتهت فعاليتها-فمن المعلوم أن الفترة الزمنية التي تحياها خلايا الدم الحمراء تقارب 120 يوم-فبعد هذه الفترة تصبح خلايا الدم الحمراء غيرفاعلة،وبعد ذلك يقوم النسيج الأحمر بتكسير الخلايا التالفة إلى المكونات الأساسية وإعادة تصنيعها.
كما يتم تخزين ما يقارب ثلث مخزون الصفائح الدّموية في الطحال،تلك الصفائح الدموية تلعب دورا بارزا في تجلط الدم وإيقاف النزيف،وفي حالة حدوث نزبف شديد-لا قدر الله- يتم استخدام هذا المخزون الاحتياطي للمساعدة على تجلط الدم بأقصى سرعة ممكنة.
ومن الأمور التي ينبغي ذكرها أنّ الطحال بالنسبة للجنين الذي يمكث في رحم أمه يسلك منهج نخاع العظم فيقوم بتصنيع كريات الدم الحمراء،لكن هذه الوظيفة تتوقف بعد الولادة.
وعلى الرّغم من كل هذه الوظائف المتعدّدة التي يقوم بها الطحال إلا أنّه لا يعتبر عضواً بالغ الأهمية،إذ يمكن للكبد ولنخاع العظم أن يسدوا مكانه،إلا أنّ الأشخاص الذين أصيبوا ببعض الأمراض التي عطلت وظيفة الطحال لا بد وأنّهم سيصبحون أكثر عرضة للإصابة بعدوى الإلتهابات مما يستدعي أخذهم للمضادات الحيوية لمدّة قد تطول في كثير من الأحيان.
المقالات المتعلقة بما هو الطحال