يعاني الكثير من الناس من أمراض الجهاز التنفسي المعتدلة والمزمنة التي تصيب المسالك الهوائية والقصبات والحنجرة والرئة، والتي تشكل عبئًا صحيًا على الشخص المصاب وخاصة المزمنة منها، ومن تلك الأمراض: التهابات الرئة والقصبات، ومشاكل التنفس، والسعال، والسعال الديكي، والإنفلونزا، والربو الذي سنخصه بالكلام في هذا المقال.
إن مرض الربو هو أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز التنفسي، ويعرف باسم آخر وهو: (الأزمة)، ويترجم اسم هذا المرض إلى اللغة الإنجليزية بكلمة: (asthma)، ويعتبر من أمراض الجهاز التنفسي الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما يصيب الأطفال؛ لأن المجاري التنفسية عند الأطفال أصغر حجمًا من تلك الموجودة عند البالغين. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 300 مليون شخص حول العالم يعانون من الربو، وأن أكثر من 255000 ألف شخص ماتوا بسبب الربو في عام 2005، وتشير أيضًا إلى أن نسبة كبيرة من هذه الوفيات تعادل تقريبًا 80% وقعت في البلدان النامية.
والربو: هو عبارة عن التهاب يصيب المجاري التنفسية التي تنقل الهواء إلى الرئتين، مما يؤدي إلى تورمها وتضييقها وزيادة حساسيتها. ومن أعراضه: السعال، وضيق في التنفس يصاحبه صفير يخرج من الصدر. ومن الممكن أن تسد المجاري التنفسية بالكامل في نوبات الربو الحادة مما يؤدي إلى موت المريض.
إلى الآن لم يثبت علمياً الأسباب المحددة والواضحة للإصابة بمرض الربو، حيث يقول الخبراء أن أسباب الإصابة بمرض الربو ترجع إلى العديد من العوامل التي تتفاعل مع بعضها البعض، ومن تلك العوامل ما هو بيئي، مثل: تلوث الهواء الناتج عن دخان المصانع، ودخان السيارات ووسائل النقل الأخرى، واستنشاق دخان السجائر الذي يعرف بالتدخين السلبي، والتعرض لبعض المواد المتطايرة في الهواء كغبار الأشجار والزهور، ووبر الحيوانات وشعرها. ومنها ما يحدث بسبب التعرض للمواد الكيميائية واستنشاقها. ومنها ما يحدث بسبب ممارسة بعض العادات السيئة كالتدخين. ومنها ما هو وراثي، فالعوامل الوراثية هي إحدى المسببات لمرض الربو، فإذا كان للشخص عائلة معروفة بحساسيتها لهذا المرض، ولها تاريخ في المعاناة منه، فلا يستبعد أن يصاب هو مثلهم.
يمكن علاج النّوبات التي يتعرّض لها المصاب بالربو عن طريق إبعاد المريض عن العوامل المحرضة والمهيجة لها، كتلك العوامل البيئية والكيميائية التي سبق ذكرها، ومن ثم تناول الأدوية التي تخفف الحساسية وتعالج الإلتهاب، مثل: البخاخات والحبوب المضادة لهذه الإلتهابات التي تقوم بتوسيع المجاري التنفسيّة والشعب الهوائية في الرئتين.
يقال بأنّه لا يوجد علاج محدد وواضح لمرض الربو، إلا أنه يمكن أن يشفى المريض شفاءً تامًا مع مرور الزمن، وخاصّةً إذا اتخذ التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة.
ونسأل الله أن يقينا شر هذا المرض وغيره من الأمراض، ونسأله دوام الصحة والعافية لكل المسلمين.
المقالات المتعلقة بما هو الربو