ما هو البنكرياس

أعضاء الجسد مختلفة ومتنوّعة،ولكل منها وظيفة تميّزه وتبقيه منفرداً عن غيره،ويعتبر البنكرياس –تلك الغدة البالغ طولها 15 سم-أحد هذه الأعضاء المهمّة داخل التجويف البطني،نظرا لما تقوم به من وظائف حيوية بالغة الأهمية.

فذلك العضو الصغير يقع في الجزء العلوي من التجويف البطني،ويمكن القول بأنه يقع إلى الأمام من الناحية السفلى للمعدة في الجهة اليسرى من التجويف البطني.

قلنا سابقا أن البنكرياس يعتبر من الغدد،وذلك لأنّه يقوم بإفراز العديد من الإنزيمات والهرمونات المهمة في الجسد.

ولعل من المهم أن نميّز أن البنكرياس يقوم بوظيفتين بارزتين وفقا لما يفرزه من مواد :

1. فهو يلعب دوراً مهماً في الهضم عن طريق ما يفرزه من إنزيمات هاضمة تسهم في هضم البروتينات والكربوهيدرات وبعض الدهنيات.

2. ويلعب دورا مهما في تنظيم نسبة السكر في الدم عن طريق إفرازه لهرمونات تزيد أو تقلل من نسبة السكر في الدم.

وبالنسبة لدور البنكرياس في تنظيم نسب السكر في الدم فهو يقوم بإفراز نوعين من الهرمونات؛الأول يسمى الجلوكاجون"Glucagon"، والذي يتم إفرازه من خلايا تسمى خلايا ألفا في البنكرياس،ويقوم هذا الهرمون برفع منسوب السكر في الدم عن طريق تحفيز الكبد لتحويل الجلايكوجين"Glycogen" إلى جلوكوز ومن ثم إفرازه في الدم،أما الإنسولين فهو ذلك الهرمون الذي يتم إفرازه من خلايا تدعى خلايا بيتا في البنكرياس ويقوم هرمون الإنسولين بتقليل مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام عن طريق تحفيز الكبد والعضلات والأنسجة الدهنية على امتصاص الجلوكوز والقيام بتخزينه أو بالاستفادة منه كمصدر للطاقة يفيد في العمليات الحيوية للخلية.

ولعلنا جميعا ندرك أنّ مرض السكري-وهو أحد الأمراض المزمنة-يمكن تقسيمه إلى قسمين حسب سبب المشكلة:

فالنّوع الأوّل من السكري يعزى سببه إلى حدوث مشكلة في خلايا بيتا في البنكرياس وبالتالي عدم إفراز هرمون الإنسولين الذي يقلل نسبة السكر في الدم،أي أن المرضى هنا لا يكون لديهم إنسولين في الدم نتيجة أحد الأمراض المناعية التي يتم بها مهاجمة البنكرياس بشكل أساسي وبالتالي تعطيل وظيفته،أو استئصال البنكرياي لأحد الأسباب الطبية ،وبالتالي سيبقى مستولى الجلوكوز مرتفع في الدم،لذلك فإن العلاج الأساسي في هذه الحالة هو إعطاء المريض حقن من هرمون الإنسولين في محاولة لتعويضه.

أمّا النّوع الثاني من السكري فتكون المشكلة في نقص إفراز هرمون الإنسولين-وليس انعدامه كليا- وبالتالي فإن العلاج الأساسي هنا يكون بإعطاء بعض الأدويّة التي تحفز إفراز الإنسولين من البنكرياس في محاولة لزيادة منسوبه في الدّم.