الحبّ هو تلك العلاقة الوثيقة الّتي تربط ما بين البشر، والّتي يمكن من خلالها أن يتجمّع الناس مع بعضهم البعض ويقوموا بأعمال أكثر تطوّراَ، إذاً الحب هو القاعدة الّتي يتأسّس عليها التعاون؛ فالتعاون هو الّذي يجمع ما بين الناس ويعمل على استغلال المواهب وتلبية احتياجات الناس، فاحتياجات الناس تلبّى على مبدأ التعاون؛ فالإنسان لا يمكن له أن يتعاون مع إنسان آخر إلّا إن كان متقبّلاً له، وتقبّل الآخر هو أدنى درجات الحب، وهو بوّابة الدرجات الأعلى من درجات الحب.
ممّا سبق نرى أهميّة وجود هذا الرابط وهو الحب بين مختلف أنواع البشر، ولكن ما هو الأساس الّذي يمكن أن نبني عليه حبّنا للآخرين؟
أساس الحبالحبّ أساساً نابع من الأخوة، فإن أدركنا ووعينا أنّ كلّ البشر أخوة فهذا سيكون سبيل الحب وطريقه الّذي لا حياد عنه؛ فالبشر أخوة بغضّ النظر عن كلّ الاختلافات التي بينهم، فهناك من يحاول أن يفصل ما بين الناس على أسس متعدّدة ومختلفة وبناءً على تصنيفات واهمة تقبع فقط في عقله، فهو لم يصل إلى مرحلة يصل فيها إلى اعتبار الآخر بغضّ النظر عن تصنيفه، وهذا لا يتعارض إطلاقاً مع حقيقة أنّه كلّما ازدادت المشتركات بين البشر ازداد تعلّقهم ببعضهم البعض، ولكنّه يعني أنّه لو كان هناك ثمّة إنسان لا تربطنا به أيّة علاقة ولا يمتّ لنا بصلة نهائيّاً، فحبّه واجب من منطلق الأخوة الّتي تجمع البشر مع بعضهم البعض، ومفهوم الأخوّة هنا ليس من باب المجاملة؛ بل هي أخوّة حقيقيّة، ومن يشكّك في ذلك فليعد إلى أصل الإنسان ولير أنّ البشر يرجعون إلى آدم وحواء فلنا كلّنا أصل مشترك واحد، وبهذا تكون أخوّتنا حقيقيّة.
فإن انتشر هذا المفهوم وعمّم ودخل العقل والقلب لكلّ إنسان على وجه الأرض، سنجد أنّ الحب قد انتشر على الأرض، وعمَّ واتّجهت الحياة نحو شيء جميل بشكلٍ لا يوصف؛ فالحياة جميلة ولكن من دون حروب ومن دون كوارث، بالحبّ والسلام والأمن للجميع ودون استثناء مبني على أيّ محدّدات، فمبدأ " شعب الله المختار " في هذه الأيّام هو مبدأ سائد بين أشخاص كثر، فهناك مَن يتعامل معه باسم الدين، وآخرون باسم المصلحة، ومنهم من يتعامل معه باسم العرق، فمن قال إنّ الأمراض المجتمعيّة الّتي كانت في القرون الماضية لم تتمدّد إلى يومنا، فهو لم يطلع على ما تعاني منه الأمم في يومنا الحالي؛ فالعصر الحالي فيه أنواع متعدّدة لا تعدّ ولا تحصى من التفرقة والنزاعات، وما كميّة الدم التي تسفك في كافّة أرجاء العالم إلّا خير دليل على هذا الأمر، وهي دليل أيضاً على الانتشار الواسع لمبدأ فرّق تسد.
المقالات المتعلقة بما هو أساس الحب