ما معنى سفير النوايا الحسنة

لقد تمّ إنشاء منظمة الأمم المتحدة العالمية لإحلال الأمن والسلام العالميين بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تمّ تأسيس عدّة منظمات تابعة للأمم المتحدة والتي تسعى إلى حل المشاكل العالمية التي تعاني منها المجتمعات، كمشاكل الفقر، ومشاكل الجوع، والحروب الأهلية والصراعات الداخلية والدولية، هذا بالإضافة إلى المؤسسات المختصصة بشؤون المرأة، والمؤسسات المتخصصة بشؤون الأطفال، والمؤسسات المتخصّصة بالحفاظ على التراث والثقافة العالميين.

لم تكتفٍ منظمات الأمم المتّحدة بإنشاء مؤسسات تسعى لتحقيق الأمن والسلام، وتحقيق أهدافها السامية من خلال المؤسسات، بل سعت إلى إسهام والاستعانة بالمشاهير لمعاونتهم في تحقيق أهدافهم، وعليها فقد تمّ منح بعض المشاهير لقب "سفير النوايا الحسنة"، فما المقصود بهذا اللقب؟ ومن هم أشهر من حمل هذا اللقب؟

لقب سفير النوايا الحسنة هو لقب دبلوماسيّ تشريفيّ تكليفيّ، يمنح لمشاهير العالم وأفضلهم، للاستعانة بشهرتهم وقدرتهم في التأثير على المجتمع وذلك من أجل حل قضايا المجتمع المختلفة، سواء أكانت قضايا سياسية، أو قضايا اجتماعية، أو قضايا إنسانية، أو حتى قضايا صحية، أو قضايا اقتصادية، وغيرها، حيث يكون هدفهم نشر الوعي والفهم وزيادة الدعم للقضايا التي يتبنونها، سواء أكانت دولية، أو إقليمية، أو حتى محلية في نطاق بلدانهم.

هناك عدّة مؤسسات تابعة للأمم المتحدة والتي منحت الكثير من المشاهير هذا اللقب، منها اليونسكو وهي منظمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة، ومنظمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و "صندوق الأمم المتّحدة للسكان"، وكذلك أيضاً "مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، واليونيسف وهو صندوق الأمم المتحدة للأطفال، وكذلك "اليونيو" أو "منظمة الأمم المتحدة للإنماء الصناعيّ"، و "اليونيفيم" أو ما يسمّى "صندوق الأمم المتحدة لتنمية شؤون المرأة"، هذا بالإضافة إلى منظمة الصّحة العالميّة.

ومن أشهر من تقلّد هذا اللقب من المشاهير الغربيين أنجلينا جولي الممثلة الأمريكيّة، وجاكي شان، وميسي لاعب الكرة المعروف، وجورجيو أرماني، أمّا من المشاهير العرب فقد منحت ماجدة الرومي، ونانسي عجرم المغنيتين اللبنانيتين اللقب، بالإضافة إلى الممثل السوري المعروف دريد لحام، والممثلة السورية منى واصف، والممثل المصري عادل إمام، وحسين فهمي، والمغني العراقي المعروف كاظم الساهر.

وقد اختيرت الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي لتكون سفيرة نوايا حسنة لمفوضية شؤون اللاجئين، ومما يجدر ذكره أنّ هذه الممثلة تعتبر من أفضل من مُنح اللقب، حيث سجّلت لها العديد من المساهمات في هذا المجال فقد منحت ملايين الدولارات للمؤسسات التي تساعد اللاجئين، كما وقد زارت مخيم الزعتري في الأردن في عام 2012م للاجئين السوريين، وزارت غيرها الكثير من البلدان التي تعاني من مشاكل الفقر والجوع وأمراض الإيدز كإثيوبيا، والعراق، والصومال، وكينيا، وأفغانستان، ودارفور، وباكستان، وغيرها الكثير.