ما معنى العقد

ما معنى العقد

جاء العقد في اللّغة بمعنى الرّبط والشد، حيث يقول صاحب لسان العرب: « العقد: نقيض الحل... » [لسان العرب / باب الدال، فصل العين]، وقد يأتي بمعنى الضمان والعهد، حيث يقول صاحب القاموس المحيط: « والعقد: الضمان والعهد » [القاموس المحيط / مادة: عقد].

ما سبق هو ما صرّح به أئمة اللّغة في معنى العقد، وقد استعملت كلمة العقد في الكثير من الاستعمالات، كاستعمالها في تسمية الإرتباط النّاشئ بين المتبايعين، فيسمّى ارتباطهما عقدًا، وأيضًا كاستخدامها في ارتباط الزواج النّاشئ بين الرجل والمرأة، فيسمى هذا الارتباط عقد زواج. وعمومًا فإنّ أي ارتباط ينشأ بين طرفين يصلح لغويًا أن يسمى عقدًا، وقد يسمّى أي تصرف يفعله الإنسان عقدًا حتى لو كان منفردًا، كعقد الطلاق والوقف.

الكثير من النّاس عندما يسمعون كلمة العقد تنصرف أذهانهم إلى أنّه عبارة عن وثيقة ورقية يتم إبرامها بين طرفين، ولكن هذه الورقة هي مجرد وسيلة لكتابة العقد وتوثيقه بين الطرفين، ولا يلزم من تمام العقد وصحته وجود تلك الورقة دائمًا، فالكثير من العقود نعقدها بشكل يومي ولا تكون تلك الورقة موجودة، وهذه الورقة إنّما هي فقط وسيلة للتوثيق، فالعقد هو فقط أن ترتبط إرادتين ببعضهما البعض، حيث يعرف الفقهاء العقد بأنّه: ارتباط إيجاب بقبول على وجه مشروع يثبت أثره في المعقود عليه، ففي عقد البيع يقول البائع للمشتري بعتك هذه السيارة، وهذا هو الإيجاب، ويقول المشتري قبلت، وهذا هو القبول، فالإيجاب والقبول هما الألفاظ المستعملة عرفًا لإنشاء العقد، فالإيجاب هو الكلام الذي يصدر من العاقد الأوّل، بحيث يعبر عن إرادته في إنشاء العقد، والقبول هو ما يصدر من العاقد الثاني، ويعبر عن موافقته على العقد، ولكل عقد ألفاظ معيّنة متعارف عليها في إنشائه، فعقد البيع له ألفاظ معينه، وكذلك الإجارة والوكالة والكفالة والرهن وغيرها من العقود.

وللعقد عدّة عناصر يتكوّن منها، فما سبق الكلام عنه من الإيجاب والقبول يعرف عند الفقهاء بـ (صيغة العقد)، وصيغة العقد هي إحدى عناصر العقد ومقوماته، ويضاف إلى الصيغة عناصر أخرى مثل العاقدان والمعقود عليه، ويسمى المعقود عليه أيضًا بـ (محل العقد)، فالمعقود عليه هو الشيء الذي يثبت به أثر العقد وحكمه كالمبيع في عقد البيع، ويعتبر فقهاء المذهب الحنفي أنّ الركن الوحيد للعقد هو: صيغة العقد، وأمّا بقيّة العناصر فلا تعتبر أركانًا للعقد، وإنّما هي عناصر ومقومات، ويبنون كلامهم هذا على تفرقة لغويّة دقيقة بين ركن العقد وسائر المقوّمات والعناصر التي يتركّب منها، ويعتبرون أنّ صيغة العقد من الإيجاب والقبول هي ركن العقد الوحيد، وفي نفس الوقت هي إحدى عناصره ومقوّماته، وأمّا سائر العناصر والمقوّمات كالعاقدان والمعقود عليه، فلا تعتبر عندهم من أركان العقد.

هذه نبذة سريعة عن العقد ومعناه في اللّغة والاصطلاح الفقهي، بالإضافة لعناصره وأركانه، ونسأل الله أن ينفع بما قدمنا، والحمد لله رب العالمين.

المقالات المتعلقة بما معنى العقد