من الأشهر الفضيلة التي ينتظرها المسلمون هي شهر ذي الحجة و خصوصاً الأيام العشرة الأولى، وهي الليالي التي أقسم بها الله تعالى (والفجر، وليال عشر) فهذه الأيام هي أيام فضيلة و التي يصادف بها أعظم ركن في الإسلام وهو الحج فأيام الحج فيها يوم التّروية و يوم عرفة و يوم النحر وهذه الأيام تقع ما بين اليوم الثّامن إلى اليوم العاشر من شهر ذي الحجة .يقصد بيوم عرفة هو الوقوف بجبل عرفات وفيه يصوم المسلمون هذا اليوم المبارك و يوم النحر وهو أهل أيام عيد الأضحى المبارك ويصادف اليوم العاشر من ذي الحجة وفيه يتقرب المسلم من ربه بذبح الأضاحي ولكن سأتحدث عن يومٍ آخر من أيام الحج وهو يوم التّروية وما المقصود بهذا اليوم؟
يصادف يوم التّروية كما ذكرنا في اليوم الثّامن من شهر ذي الحجة ويقضي الحجاج هذا اليوم الفضيل في منى وهو المكان الأول الذي يقضي به الحجاج أول أيام الحج قبل الصعود إلى جبل عرفات، ويقصد بيوم التّروية هو اليوم الذي كان به سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام يتروى في أمر الرؤيا التي رآها بذبح ابنه النبي اسماعيل عليه السلام فكان ذلك اليوم هو يوم التروي بالنسبة إلى سيدنا ابراهيم صلوات الله عليه، وسمي يوم التّروية بهذا الإسم نسبة إلى التروي من مياه منى ليوم عرفة حيث كانت منى تعرف بمياهها القليلة فالناس يجتمعون حتى يرتون من هذا الماء لما بعد من أيام عظيمة ستقابلهم من يوم عرفة و يوم النحر .
يتأهب الحجاج في يوم التّروية في منى بالتروي من الأدعية و الأذكارو التّلبية تجهيزاً للوقوف بين يدي المولى الحق في يوم عرفة وهو من أفضل الأيام عند الله تعالى، ويتوافد الججاج إلى منى من وقت الضحى إلى وقت الليل في اليوم الثّامن من ذي الحجة فيبدأون بالإحرام و الإغتسال و التلبية و التكبير، وفيه يصلّي الحجاج جميع الصلوات فيمكثون يومهم وليلهم بيوم التّروية بمنى ومع بزوغ فجر يوم التاسع من ذي الحجة يبدأ الحجاج بالإفاضة من منى إلى جبل عرفات فهذه الأفعال قام بها الرسول عليه الصلاة و السلام وبذلك نقتدي بسنته صلى الله عليه و سلم .لذلك يوم التّروية هو يوم التروي الذي فيه يتروى الحجاج من أمرهم قبل التوجه إلى جبل عرفات فالتروّي هو التمهل و الإستعداد لليوم الأعظم لذلك إرتبط يوم التّروية باليوم الثّامن من أيا م هذا النسك العظيم و هو الحج وهو خامس ركن من أركان الإسلام .
المقالات المتعلقة بما المقصود بيوم التروية