عيد الأب العالمي

الأب، هو أعظم الرجال، وأكثرهم عطاءً وتضحيةً، وهو السند الذي تستند إليه الأسرة جميعها، والكيان الثابت وصمام أمان الحياة، وهو سقف البيت وعموده، فدون وجود الأب في الأسرة، تكون الحياة صعبة وناقصة، كما أنّ الأب هو أحق الناس بالبرّ والرعاية والإحسان بعد الأم مباشرةً، وقد أوصى الله سبحانه وتعالى ببرّ الأب، وعدم مخابته بأفٍ، وعدم التثاقل من طلباته، وتنفيذ أوامره جميعها ما دامت في طاعة الله، وطلب رضاه في كلّ وقت؛ لأن رضاه طريقٌ للجنة، وهو مقترنٌ برضى الله سبحانه وتعالى.

تكريماً للأب ودوره الكبير في رعاية الأسرة والأبناء، تم تحديد يوماً عالمياً سمّي بعيد الأب، وهو عيدٌ عالمي ليس له امتداداتٌ دينيّة، رغم أنّه مرتبطٌ ارتباطاً غير مباشرٍ بيوم ديني مسيحي، وهو يوم القديس يوسف، وعيد الأب شبيهٌ جداً بعيد الأم، إلا أنّ التكريم فيه يكون للآباء، ويكون الاحتفال فيه بتواريخ مختلفة في دول العالم، ورغم أنّ بعض الدول العربية والإسلامية تحتفل فيه، إلا أنّ هذا العيد مشهورٌ أكثر في الدول الغربية مثل دول أوروبا وأمريكا.

بدأت فكرة الاحتفال بالأب وتخصيص يوم عيدٍ له، على يد سونورا لويس سمارت دود، وهو من سيوكينن من ولاية ميتشيغان الأمريكية، وذلك في عام ألف وتسعمئة وتسعة، حين كانت تستمع إلى أحد المواعظ الدينيّة التي تتكلّم عن عيد الأم، فقررّت أن يكون هناك أيضاً، يومٌ لتكريم الأب؛ لأنّ والدتها كانت متوفيةً، ووالدها هو الذي أشرف على تربيتها ورعايتها، فكتبت عريضةً تطالب فيها بتخصيص يومٍ للاحتفال بالأب، وكردّ فعلٍ على هذه العريضة، تمّ الإعلان عن أوّل عيد أبٍ بتاريخ التاسع عشر من حزيران، من عام ألف وتسعمئة وعشرة، وذلك في مدينة سيدوكين باول، وقد تمّ تحويل عيد الأب في الدول الكاثوليكيّة إلى يومٍ دينيّ، حيث بدأ الاحتفال فيه في القرون الوسطى، بتاريخ التاسع عشر من شهر آذار، وأُطلق عليه في ذلك الوقت اسم عيد القديس يوسف، ومنذ ذلك الوقت، بقي تاريخ التاسع عشر من آذار هو تاريخ الاحتفال بعيد الأب العالمي في الدول الكاثوليكيّة.

في كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكيّة، يوافق عيد الأب أوّل يوم أحد من شهر حزيران، أمّا في أستراليا فيتمّ الاحتفال بعيد الأبّ في أول يوم أحد من شهر أيلول، وتكون طقوس الاحتفال بعيد الأب من خلال تقديم الهدايا له وتقديم الحلويات وأصناف الطعام على شكل احتفالٍ بسيطٍ لإدخال الفرح والسرور إلى قلبه ولإشعاره بالرعاية والحبّ.