عيد الصليب هو أحد الأعياد المسيحيّة الشعبيّة المهمة، والذي يتم فيه إحياء ذكرى العثور على الصليب، ووفقاً للديانة المسيحية فقد تم الصليب عام 326م من قبل أم الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير (سانت هيلانة) أثناء رحلة الحج التي قامت بها إلى مدينة القدس، وقد تمّ بناء كنيسة (القبر المقدّس) في موقع الاكتشاف بأمر من هيلينا وقسنطينة، وقد تم تخصيص الكنيسة مع جزء من الصليب بعد تسعة أعوام، حيث ظلّ ثلثهم في مدينة القدس، والثلث الآخر في روما.
أحداث مر بها عيد الصليبيحتفل بعيد الصليب في الرابع عشر من شهر أيلول من كل عام، وقد مرت ذكرى هذا العيد بثلاثة أحداث رئيسية هي:
بقي الصليب مطموراً تحت تل من القمامة بفعل اليهود الذين حرصوا على طمره، وقد أورد المؤرخون أنّ الامبراطور الروماني هوريان قد أقام على هذا التل سنة 135م هيكلاً للزّهرة الحامية لمدينةِ روما، وفي سنة 326م، تمّ اكتشاف الصليب المقدسة بمعرفة من الملكة هيلانة التي تلقت التشجيع من ابنها الامبراطور قسطنطين الكبير على هذا الأمر، وأرسل ثلاثة آلاف جندي للبحث عن الصليب، وقد اتفقوا على أنّ من يجد الصليب أولاً يشعل ناراً كبيرة في أعلى التلة، ومن هنا جاء ميلاد عادة إضاءة أبولة الصليب في عيد الصليب.
في مدينة القدس اجتمعت الملكة بالقديس مكاريوس -أسقف المدينة- وأبدت رغبتها في البحث عن الصليب، وبعد جهد وعناء كبير أرشدها أحد اليهود الطاعنين في السن إلى مكانه فعثرت على ثلاث من الصلبان ولوحة تذكارية مكتوبٌ عليها (يسوع الناصري ملك اليهود)، وقد استطاعت الملكة أن تميّز صليب المسيح بعد أن وضعت عليه شخصاً ميتاً كان في طريقه إلى الدفن، بعد أن وضعته على الصليبين الآخرين فلم يقم من موته ووضعته أخيراً على صليب المسيح فقام، وعندها أخذت الصليب المقدّس، ولفته بالحرير الباهظ الثمن، ووضعته في خزانة فضيّة في مدينة القدس، وكانت تتلى في ذلك الوقت التراتيل والتسابيح، وقد أقامت كنيسة القيامة على المغارة التي يوجد بها الصليب، وأودعته فيها، ولا يزال يطلق عليها حتى يومنا هذا اسم (مغارة الصليب).
الصليب بين القدس وبلاد فارسبقي الصليب موجوداً في كنيسة القيامة حتى يوم الرابع من شهر أيار من عام 614م، بعد أن تمكن الفرس من الاستيلاء عليه بعد احتلالهم للمدينة وهدم كنيسة القيامة، وفي عام 629م تمكّن الامبراطور (هرقيليوس) من الانتصار على كسرى ملك الفرس، وأعاد الصليب إلى المدينة.
تذكر التقاليد المسيحية أنّ الإمبراطور هيرقيليوس حمل الصليب على كتفه وسار به، وكان يرتدي وقتها أفخر ما يلبسه الملوك من ثياب وأحجار كريمة وذهب، غير أنّه عند بلوغه لباب الكنيسة شعر أنّ هناك قوةً تصدّهن وتقصيه عن الدخول، وفي تلك الأثناء وقف زكريا البطريرك، وقال للإمبراطور: (حذار أيها الامبراطور، إنّ هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من عظمة ومجد، تبعدك عن فقر المسيح ومذلة الصليب)، وفي الحال خلع الإمبراطور كلّ ما يرتديه من ثياب ومجوهرات وأحجار كريمة، واستبدلها بملابس رثة حقيرة، وتابع سيره حافي القدمين، وتمكن من الدخول ورفع عود الصليب هناك.
المقالات المتعلقة بما هو عيد الصليب