يتبادل النّاس فيما بينهم في الأعياد و المناسبات المختلفة الهدايا ، فالهديّة هي كلّ شيءٍ يقدّمه الإنسان لمن يحب تعبيراً له عن حبّه ، أو شكراً له على مجهودٍ بذله ، أو تقديراً له على عطائه ، و تختلف الهدايا و تتنوّع قيمتها ، و هي في كلّ الأحوال وسيلةٌ للتّعبير عن المشاعر الكامنة في نفس الإنسان ، فالزّوج حين يريد التّعبير عن محبّته لزوجته يقوم بتقديم هديّةٍ لها في عيد ميلادها أو في عيد زواجهما ، و كذلك تفعل هي ، و الابن يقدّم هديّةً إلى أمّه تعبيراً لها عن امتنانه و محبّته و تقديره ، فالهديّة هي رسولٌ صادقٌ بين النّاس ، و لا يوجد إنسانٌ لا يحبّ أن يهدى إليه ، و قد قبل النّبي صلّى الله عليه و سلّم الهدايا حتّى من الكفّار ، فقد ثبت بأنّ المقوقس صاحب مصر أهدى إلى النّبي الكريم بغلةً شهباء و جاريةً اسمها ماريّة القبطيّة ، فقبل النّبي الكريم الهديّة منه ، و قد أهدت إليه إحدى اليهوديات كتف شاةٍ فقبلها كرماً منه و شهامة على الرّغم من أنّها دسّت له فيها السمّ ، و قد بيّن النّبي عليه الصّلاة و السّلام دور الهديّة في زرع المحبّة في القلوب بقوله تهادوا تحابوا ، و قد حذّر إلى جانب ذلك من العودة عن الهدية لما لها من أثرٍ عكسيّ في نفس آخذها بقوله عليه الصّلاة و السّلام العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه .
أمّا الصّدقة فهي تختلف اختلافاً كبيراً عن الهديّة ، فالهديّة تعطى وسيلةً للتّعبير كما أسلفنا آنفا ، أمّا الصّدقة فهي وسيلةٌ للتّكافل و تعبيرٌ عن الشّعور بأحوال الفقراء و المساكين و تفريج الكروب و الضّيق ، فبالصّدقة يعطي الغني المال إلى من يستحق ، و هي كذلك تصرف في وجوه الخير المختلفة ، و مصارفها معروفة ، فهي للفقراء و المساكين و العاملين عليها و الغارمين و في الرّقاب و ابن السّبيل و المؤلّفة قلوبهم ، أمّا الهديّة فهي تعطى لأي إنسانٍ حتّى و لو كان غنيّاً ، و تشترك الصّدقة مع الهديّة في أنّ كلاهما يترتّب عليه الأجر ، و إن كان أجر الصّدقة بلا شكٍ أعظم عند الله سبحانه لأنّ فيها تفريج للكرب و وقوفٌ مع الفقراء و المساكين و اليتامى .
المقالات المتعلقة بما الفرق بين الهدية والصدقة