يُعرّف الفضاء على أنه مَكانٌ ثُلاثيّ الأبعاد، وتَحصُل الأحداثُ فيه بمكانٍ واتّجاهٍ مُعيّن؛[١] حيث يُعتبر الفضاء على أنّه الحدّ الخارجي للكرة الأرضية مُمثّلاً بعدّة عناصر أبسطها الشمس، والقمر، وطبقات الغلاف الجويّ المُختلفة، والكواكب التسعة التي تُعدّ الأرض واحِدةً منها.[٢]
المركبات الفضائيةتُعرّف المركبات الفضائية على أنّها كبسولات أو عربات مُصنّعة؛ بحيث تكون قادرةً على التّحليق خارج غلاف الكرة الأرضية، أي في الفضاء الخارجي، وتتعدّد مهامها فمنها ما تكون بهدف وضع الأقمار الصناعية حول الكرة الأرضية ونشرها، ومنها ما تكون بهدفِ الرّصد الكوني، كما يُمكن أن تكون مهمّتها نقل الكائنات الحيّة الى الفضاء الخارجي؛ إذ يُمكن أن تكون المركبات الفضائيّة مأهولةً بالكائنات الحية أو خالية منها تبعاً للهدف المَنشود من إرسالها إلى الفضاء الخارجي.[٣]
تتمّ تسمية المركبات الفضائية بأسماء مُختلفة للتمييز بين المأهولة منها وغير المأهولة؛ إذ يُطلق على المركبات المأهولة بالكائنات الحية مُصطلح مركبات، بينما تُسمّى المركبات التي تخلو من الكائنات الحية أقماراً صناعية، كما يُطلق مُصطلح العربات الفضائية على المركبات التي تنقل معدّات الأبحاث لإجراء أبحاثٍ معيّنة.[٣]
سبوتنيك أول مركبة فضائية روسية ناجحةتُعدُّ سبوتنيك أوّل مركبةٍ فضائية صنعها الإنسان وأطلقها في مدارٍ حول الأرض؛ إذ أطلقَها الاتّحادُ السوفيتي في اليوم الرابع من شهر تشرين الأوّل عام 1957م من منطقة بايكونور التي تقع في جمهوريّة كازخستان، والتي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي آنذاك. سبوتنيك هي قمرٌ صناعيٌّ تمّ إطلاقه في مدار إهليجي حول الأرض بسرعة تبلغ 29000 كم/الساعة، حيث بلغت مدّة دورانه حول الكرة الأرضية 96.2 دقيقة.[٣]
تمكّنت سبوتنيك من تحديد الحد الأقصى الذي تبلغه الطبقات العلوية للغلاف الجويّ المُحيط بالكرة الأرضية، وتحديد كثافتها، وجمع بيانات مختلفة حول الأجسام الدقيقة التي تنفذ من الفضاء الذي يحيط بالكرة الأرضية، كما استطاعت جمع بيانات مهمّة عن كيفيّة انتشار الإشارات اللاسلكيّة وتوزيعها خلال إحدى طبقات الغلاف الجوي والتي تُدعى بالإينوسفير، وكانت سبوتنيك تُرسل إشاراتها اللاسلكيّة إلى الكُرة الأرضية.[٣]
أسباب اندهاش العالم بسبوتنيكبدأت الحِكاية بعد إعلان البيت الأبيض عن مَشاريعه وخُططِه لإطلاق قمرٍ صناعيٍّ يدور حول الكرة الأرضية في السنة الجيوفيزيائية والتي تمتدّ من 1 من شهر تموز عام 1957م إلى 31 من شهر كانون الأول عام 1958م؛ حيث قدّم البيتُ الأبيض اقتراحه لوكالاتٍ حكوميّة بحثية للتعهّد بتَقديم التنمية والتَطوير اللازمين للمَشروع، وتمّ اختيارُ مُختبر البُحوث البحريّة في شهر أيلول من عام 1955م ليَكون مُمثّلاً للولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه السنة الجيوفيزيائة.
في عام 1957 فاجأ الاتّحاد السوفيتي العالم والولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق سبوتنيك لينال انتباه الجَميع ودهشتهم، لم تكن مفاجأة إطلاق سبوتنيك السبب الوَحيد الذي استحوذ انتباه العالم وأدهشه؛ إذ كانت مُواصفاته تُضاهي القمر الصناعي المُراد إرساله من قبل الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان وزن سبوتنيك يزيد بمقدار 3.5 أرطال عن القمر الصناعي الأمريكي، وتَخوّفَ العالَم من قُدرة الاتّحاد السوفيتي على إطلاق أقمارٍ صناعيّة قادرة على حمل ونقل الأسلحة النووية من أوروبا إلى الولايات المُتّحدة وضربها بها.[٤]
آثار إطلاق سبوتنيكافتتح سبوتنيك بعد إطلاقه عصر الفضاء، وكانت له آثارٌ وتطوّرات مهمة على مُختلف الأصعدة السياسية، والعسكرية، والعلميّة والتكنولوجية، كما كان بدايةً لسباق الفضاء بين الاتّحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية؛[٤] فبعد إطلاق سبوتنيك في شهر تشرين الأوّل من عام1957م أطلق الاتّحاد السوفيتي سبوتنيك الثاني مُحمّلاً بكلب يُسمّى لايكا في شهر تشرين الثاني من العام نفسه، الأمر الذي تَرتّب عليه الآتي:[٤]
اقتصَرَ إرسال المركبات الفضائيّة المأهولة إلى الفضاء على ثلاث دولٍ فقط إلى يومنا هذا، ألا وهي: الصين، والاتحاد السوفيتي التي تُعرف بروسيا حالياً، والولايات المتّحدة الأمريكية،[٣] وفيما يلي أبرز هذه المركبات:[٣]
بعد إجراء هذه الرحلات تعدّدت الرحلات الفضائية المأهولة المُرسلة؛ إذ تمكّن الاتحاد السوفييتي من إرسال العديد من المركبات الفضائية المأهولة من طُرزٍ مختلفة مثل سايوز وفوشخود إلى الفضاء، كما أرسل أقماراً صناعيّةً متعددة مثل تسوند، ومحطات مأهولة إلى الفضاء مثل: مير وساليوت، وقد تمكّنت الولايات المتّحدة الأمريكيّة أيضاً من إطلاق العَديد من الرحلات المأهولة إلى الفضاء الخارجي، كما استطاعت إنزال أول رائد فضاء على سطح القمر، والذي يُدعى نيل أرمسترونغ، وقد تلاه صديقه في الرحلة نفسها باز آلدرين في 20 تموز عام 1969م.[٣]
المراجعالمقالات المتعلقة بأول مركبة فضائية روسية ناجحة