خلق الله تعالى لا زالت الروايات مبهمة وغير واضحة عن أوّل خلق الله عز وجل، وليس هناك رأي محدد حول هذه القضية؛ وذلك لأنها لا توجد آية قرآنية أو حديث نبوي شريف يذكر أول خلق الله بشكل صريح، فالله سبحانه وتعالى هو الخالق الأول والآخر لجميع مخلوقات هذا الكون، فهو الفاطر المطلق، ولا يوجد شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً يخرج عن خلق الله تعالى وملكه، ولكن بات الاختلاف في المخلوقات الأولى لله عز وجل، فهناك بعض الروايات تذكر بأنّ القلم هو أول الخلق، وروايات أخرى تذكر بأن العرش هو أول الخلق ولا توجد معلومات مؤكدّة بشكل مطلق.
أول شيء خلقه الله - العرش، هناك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي دلّت على أن العرش هو أوّل مخلوقات الله تعالى، وفي ذلك ما رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر بن العاص أنّ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ثم قال صلّى الله عليه وسلم: لقد كان عرشه على الماء).
- القلم: فقال بعض العلماء إنّ القلم هو أول مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، حيث دلّت بعض الأحاديث النبوية الشريفة على ذلك، فعن عبادة بن الصامت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنّ أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟، قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة)، وبهذا القلم كتب مصير العالم من بدايته إلى نهايته ومصير الخلائق، وجميع المخلوقات الموجودة في هذا الكون الواسع.
- الماء: عندما خلق الله سبحانه وتعالى العرش كان فوق الماء، وبذلك يكون الماء من أوائل مخلوقات الله تعالى.
- السماوات والأرض، فخلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض في ستة أيام.
- آدم، فيعدّ النبي آدم عليه الصلاة والسلام من أوائل خلقه عز وجل؛ حيث خلق الله آدم في الجنة وخلقه من طين، ولا يعرف بشكل مطلق ماذا يعني الطين؛ فقد يكون الطين الأرضي المعروف لدينا، وقد يكون طين من نوع آخر ويوجد في الجنّة، وبعد خلق آدم خلق الله له من ضلعه حواء، وجعل بينهما مودّة ورحمة، وعاشا في الجنّة، وكذلك لا يُعرف التعريف المطلق للجنة فقد تكون الجنة التي سيدخلها المؤمنون يوم القيامة، وقد تكون جنّة أرضية ومكان مرتفع قليلاً على الأرض، ولكن ليس في السماء، والله تعالى أعلم.