يمكن تعريف الأعراف في اصطلاح اللغة بأنّه جمع عرف، وهو المكان العالي المشرف ذو الإطلالة، أمّا في الشرع فهي السور العالي الّذي يقع بين الجنّة ونعيمها المقيم وبين النار وعذابها المهين، وهو يقوم مقام الحجاب تفصل بين أهل الجنة وأهل النار، وهذا السور يقف عليه طائفة من الناس تساوت حسناتهم بسيئاتهم في الحياة الدنيا؛ بحيث قصرت بهم سيّئاتهم عن دخول الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن دخول النار، فوقفوا بين الاثنتين إلى أن شملهم الله تعالى في نهاية المطاف برحمته وفضله، فيتوب عليهم ويدخلهم الجنّة، فهؤلاء هم "رجال الأعراف".
وصف أهل الأعرافيقف رجال الأعراف يوم القيامة بين يدي الله على الصراط المستقيم في منطقة الأعراف، فهم ينظرون تارةً إلى أهل النار ويعرفون بسواد الوجوه، ويعيشون أجواء العذاب والعقاب الشديد فيقولون: " ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين "، ثمّ يلتفتون إلى الناحية الأخرى فيرون أهل الجنّة، ويعرفون ببياض وجوههم، وهم يعيشون متنعّمين في خيرات الله ونعمه وجناته المليئة بما تشتهي الأنفس فيقولون: " سلامٌ عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون " .
والقول الثابت عن صحابة رسول الله أنّ أهل الأعراف هم آخر أهل الجنة دخولاً، من القسم الّذي لم يدخل النار برحمة من الله، وفي أقوالٍ أخرى غير ثابتة عن أهل الأعراف بأنّهم من صنف من الملائكة وليسوا من البشر، وهناك قول آخر بأنّ أهل الأعراف هم قومٌ رضي عنهم أحد الأبوين دون الآخر، ويحسبون على الأعراف حتّى يشاء الله تعالى ويحكم بين الناس يوم القيامة، ثمّ يعفو عن سيّئاتهم ويدخلهم الجنة بفضلٍ منه ورضوانه تعالى.
كما قيل إنّهم أهل الفضل من المسلمين صعدوا على منطقة الأعراف، فهم يطّلعون على كلٍّ من أهل النار وأهل الجنة، كذلك هناك من قال إنّ أهل الأعراف هم قوم خرجوا للغزو دون إذن من آبائهم فقتلوا فغفر الله ذنوبهم بفضل خروجهم إلى القتال في سبيل الله، وحبسوا عن الجنّة بسبب معصيتهم لآراء آبائهم، وقيل إنّ أهل الأعراف هم أطفال المشركين بالله، كما قيل بأن أهل الأعراف هم ملائكة يحبّون أهل الجنّة ويكرهون أهل النار، كما فسّر البعض الآخر بأنّ رجال الأعراف في قوله تعالى: "وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ" أي هم الرجال العقلاء وهم ليسوا من الإناث، وفي رواية أخرى للقرطبي تقول بأنّ أهل الأعراف هم أولاد الزنا الّذين ليس لهم ذنب فيما ارتكب آبائهم من فاحشة مبينة.
المقالات المتعلقة بمن هم رجال الأعراف