ما أهمية العلم

ما أهمية العلم

العلم

يعتبر العلم أحد الأسلحة القويّة الّتي يمكن من خلالها أن يقوم الشخص بعمل أيّ شيءٍ يخطر له؛ فالعقل بشكلٍ عام هو الميّزة الّتي تميّز الإنسان عن باقي المخلوقات الّتي خلقها الله عزّ وجل في الكون، وهو القدرة الكبرى له وبه يكمن سرّه، ولكن لا يمكن لهذا العقل أن يعمل بالشّكل الصحيح من دون أن يتسلّح بالعلم والمعرفة؛ فهو من دون هذين الأمرين يعتبر كالقدر الفارغ والّذي لا تُرجى منه أيّ فائدة على الإطلاق؛ بل إنّ عدم وجوده من دون العلم والمعرفة يُعتبر في كثيرٍ من الأحيان أفضل من وجوده؛ لأنّ استخدامه سيكون استخداماً خاطئاً.

الفرق بين العلم والفلسفة

يختلف العلم عن الفلسفة، فلا يجوز الرّبط بينهما؛ حيث إنّ الفلسفة تهدف إلى الارتقاء بطريقة التّفكير والنّظر إلى الأمور من جوانب متعدّدة عن طريق تشغيل العقل وإعماله في التأمّل بما يحيط بنا، أمّا العلم فهو نتاج عن الملاحظة والتجربة، وهو المعرفة الّتي يقوم الإنسان بتحصيلها؛ فهو ناتجٌ عن خبرات الإنسان المتراكمة منذ نشأته، وتلك الّتي انتقلت إليه عبر النّاس والمعلومات الّتي حصل عليها، ومع الاختلاف بين العلم والفلسفة إلّا أنّ بينهما علاقة وثيقة جداً؛ إذ إنّ العلم يقوم على الارتقاء بفكر الفيلسوف وتنوير بصيرته على أمورٍ لم يستطع ملاحظتها من قبل، فنرى معظم الفلاسفة العباقرة كأفلاطون وأرسطو وفلاسفة المسلمين كانوا عالمين بمختلف الأمور، وتتوافر عندهم المعلومات بشكلٍ زخم، وهو ما أدّى بهم إلى الفكر الفلسفيّ الّذي نلاحظه من آثارهم، كما نرى أنّ معظم فلاسفة المسلمين في عصر الحضارة الإسلاميّة لم يكونوا فلاسفةً فحسب؛ بل كانوا علماء أيضاً، وتتواجد لهم العديد من الاختراعات والاكتشافات المذهلة.

أهميّة العلم

إنّ العلم هو الأمر الوحيد الّذي يمكننا أن نمايز فيه بين شخصٍ وآخر؛ فالشّخص العالم أقوى من الشخص الجاهل على الدوام، فلا فائدة من الأموال أو القوّة أو غيرها إذا كان الشخص لا يعلم ماذا يصنع بها أو كيف يسخّرها في خدمة المجتمع، فتنقلب في نهاية المطاف ما يمتلكه من مواهب وقدرات ومصادر عليه في حال كان جاهلاً بها، ونرى الشّخص العالم دائم التفوّق على الشخص الجاهل حتى لو كبر سنّه، فلا يمكننا أن نطلق على الشخص خبيراً بتقدّمه بالعمر فقط؛ بل إنّما يمكننا أن نقول بأنّ هذا الشخص خبير بناءً على علمه الّذي اكتسبه من تجاربه في الحياة، فمن الممكن أن يكون شخص في العشرينيّات من عمره أخبر وأكثر حكمة من آخر كاهل في السن، ويبقى الأمر الأخير الّذي يحدّد فائدة العلم من عدمها هو كيفيّة تسخير مالك العلم لما يمتلكه؛ إذ إنّ وقوع المعلومة في يد الأشخاص الخاطئين يؤدّي إلى دمار البشر، أمّا وقوعها في يد الأشخاص الصّالحين سيؤدّي إلى عمار الأمم، وهنا يأتي دور التربية وزرع القيم.

المقالات المتعلقة بما أهمية العلم