مصطلح العلم من أوسع المصطلحات، وأشملها، وأكثرها استعمالاً في الحياة اليوميَّة، فدراسة العديد من مجالات الحياة صار يُطلق عليها تسمية العلم، أي بعبارة أخرى، حدث تفرُّع كبير للعلوم خلال العقود الأخيرة لينتج العديد من العلوم الفرعيّة التي تغطّي كافَّة مجالات الحياة المختلفة، ومن أبرز أنواع العلوم التي يتداولها الناس خلال حياتهم اليوميّة على اختلاف أصنافهم؛ علم الفيزياء، والهندسة، والطب، والفلك، والجغرافيا، والتاريخ، والعلوم الشرعيّة، والعلوم الدينيّة، ومقارنة الأديان، والاقتصاد، وأنواع أخرى عديدة.
لا تخفى على أحد أهميَّة العلوم ودورها العظيم في نهضة الأمم ورفعتها، وفي إحداث التقدم المنشود الذي يطمح إليه كافَّة سكَّان الأرض والذي يشمل كافَّة مجالات الحياة المختلفة من المجالات الصحيَّة، والاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والخدماتيَّة، والاتصالات، والسياسيَّة، إلَّا أنَّ هناك مجالاً يساهم العلم في تقويته، وله معه ارتباط وثيق وهو مجال الإيمان.
زوَّد الله أبانا آدم –عليه السلام- بالعقل والروح مذ خلقه واستخلفه على الأرض، حيث صارت هاتان الأداتان وسيلتان لارتقاء الإنسان ورفعته، إلَّا أنّ الهدف الرئيسي –بحسب اعتقاد أتباع الديانات السماويّة- من خلق الإنسان هو الوصول إلى الله تعالى، وسموُّ النفس ورفعتها، ولمَّا كان الإنسان متسلِّحا بهذين السلاحين الفعَّالين اللذين أعطياه كلَّ مزاياه التي يتمتَّع بها، كان لزاماً عليه أن يستدلَّ بالعلم الذي يعتبر نتيجة حتميةً لاستعمال هاتين الهبتين الإلهيّتين على وجود الله تعالى خالقه ومولاه، وفيما يلي بيان أهميَّة العلم في مجالات الاعتقاد، والإيمان، والدين.
أهميّة العلم في الحياةمما سبق نلاحظ أن من يتقيَّد بالعلم ويحاول توظيفه في خدمة الدين يسعد في الدنيا والآخرة، والعلم لا يكون إلا بالشكّ؛ فالشكّ هو الطريق الذي يقودنا إلى الحقائق اللامعة، أمّا الشك فطريقه يكون فقط بإعمال العقل والبدء برحلة البحث عن الحقيقة حتَّى لو كانت من المسلَّمات، فالباحث عن الحقيقة في هذا الكون مترامي الأطراف هو من يعرف الله تعالى أكثر من غيره من النَّاس من اللذين لا يعرفون الله إلَّا عند المصالح والنوازل فقط؛ لأنَّه دائم السعي إليه والبحث عنه.
المقالات المتعلقة بفوائد العلم في الحياة