من أسماء الله الحسنى الرزّاق والوهّاب ،فهو جل جلاله بيده كل شيء وهو الذي يرزق خلقه ويتكفّل بهم، ويتفاوت الناس فيما بينهم في هذا الرزق فمنهم من تُفتح له أبواب الدنيا على مصراعيها بكافة انواع الرزق وهؤلاء يكون توسيع الرزق لهم إبتلاءاً من الله عز وجل ليختبر به صدق إيمانهم وشكرهم لربهم على نِعمِه، ومن الناس من تضيق به أسباب الرزق حتى تكاد تنعدم، ومنع الرزق هذا يكون فيه إمّا خير للعبد لأن كثرة المال عليه ربما تكون نقمة، أو شراً لأنه يستحق ذلك، فما هي أسباب ضيق الرزق ؟؟
من أسباب ضيق الرزق :
عدم العمل والركون إلى الدَعَة والراحة وطلب الرزق من خلال الأمنيات وعدم الأخذ بالأسباب المُحقِّقَة للرزق، فالله عز وجل عندما خلق هذا الكون جعل له قوانين وأسباب يجب علينا ان نلتزم بها لتحقيق ما نريد، فهذه دنيا أسباب والواجب الشرعي علينا ان نأخذ بها، وهنا يكون التوكل على الله وغير ذلك يعد تواكلاً. كثرة المعاصي والذنوب في حياة العبد وخصوصاً الكبائر، فهي من المهلِكات للحسنات ومن الماحقات للبركة، فتجد ان صاحب المعاصي والذنوب دائم الهموم وضيِّق الصدر ضيِّق الحال خصوصاً في الرزق الذي حرمه الله بركته بسبب ذنوبه. عدم الحرص على الاستغفار والتوبه الصادقة من الذنوب والمعاصي التي يقع فيها العبد، فالمداومة ولزوم الإستغفار هو جلاء للهموم وزيادة في الرزق سواء كان رزق المال أم رزق الصحة أم رزق العلم أم رزق الذريّة الصالحة. إنفاق المال في غير محله، وغير الوجوه التي يجب أن يُصرف فيها، فبهذه الأنماط الإستهلاكيّة الغير صائبة يضيق الرزق على الإنسان ويعاقبه الله تعالى على إسرافه وتضييع ماله في غير وجه حق. ترك الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل، فالدعاء يفتح الأبواب المغلقة ويزيل الهموم ويفرِّج الكرب ويفتح أبواب الرزق، فأنت عندما تدعو إنما تدعو رباً كريماً رازقاً بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير وعندما تلجأ إليه بصدق خصوصاً وأنت ساجد في صلاتك سيفتح لك أبوب الرزق وييسره لك ويبارك لك فيه. عدم التخطيط وترتيب الأولويات هو من أسباب ضيق الرزق، فالتخطيط الجيد يستثمر كل ما لديك وما يرد إليك من رزق ويُحسِن التصرّف به وبالتالي لن تقع ضحية للضيق في معيشتك. ومن اسباب ضيق الرزق ترك الصدقة والعمل بها، فالصدقة تفتح أبواب الخير ويبارك لكَ الله فيها أضعافاً كثيرة.