هو علمٌ يهتمُّ بتحسين التلاوة، وإعطاء كلِّ حرفٍ حقَّه ومستحقّه، بكيفيّةٍ لا اجتهاد فيها، بل تكون بالتلقّي من أفواه القُرّاء المتقنين، أمّا فيما يتعلّق بتفنيد أبواب التجويد وكتابة قواعده النَّظرية فيعود سببه إلى دخول كثير من الأعاجم في الإسلام، ممّا أدَّى إلى اختلاط اللّسان الأعجمي بالعربي، وظهور اللَّحن في نطق كلمات القرآن الكريم، فاقتضت الحاجة أن يقوموا بنَّقط الحروف وتشكيلها بعد أن كان المصحف العثماني خاليًا منهما، ثم تمَّ وضع قواعد التجويد لتكون مرجعاً يعتمد عليه حال القراءة.
ظهرعلم التجويد مُستقلّاً بأحكامه ومسائله في القرن الرابع للهجرة، وقد كان أول تأليفٍ مستقلٍّ هو قصيدة رائية لأبي مزاحم الخاقاني المتوفّى عام 325 هـ، ثم ألّف بعدها السعيدي علي بن جعفر كتاب التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي، وأتبعه بكتابٍ في اختلاف القُرّاء في اللام والنون، ثم تتابعت المنظومات الشعريّة والكتب وتوالت، حتى زادت على مئة كتاب ومؤلف حتى نهاية القرن الثالث عشر.
أهميّة تعلّم التجويدلقد وصَّى الله عزَّ وجلَّ رسوله العظيم بوصية مُهمّة للغاية؛ حيث قال: (ورتّل القرآن ترتيلاً) [المزمّل:4]؛ أي اقرأ القرآن على مهلٍ وتريُّث، من أجل تحقيق المراد من الآيات ألا وهو فهمها وتطبيق الأحكام الواردة فيها خلال حياة المسلم اليومية؛ إذ إنَّ القراءة دون مراعاة الأحكام والحركات لتُغيِّر من مبنى الكلمات، وتغيير المبنى يُغيّر المقصود والمعنى وللتجويد أهمية وفضل ومنها:
يهتمُّ التجويد بحق الحرف ويقصد به الصفات اللازمة التي لا تنفك عن الحرف بحالٍ من الأحوال، كما يهتمُّ بمستحقّ الحرف القرآني أيضاً ويقصد به الصفات العارضة، وفيما يلي شرح موجز لأبواب علم التجويد:
الأبواب الرئيسية الأقسام الفرعية الصفات اللّازمة الهمس والجهر، الشدة والرخاوة وما بينهما التوسط، الاستعلاء والاستفال، الإطباق والانفتاح. الصفات العارضة القلقلة، والتكرير، والانحراف، والتفشي، والاستطالة، والصّفير، واللّين، والغنّة. المخارج الجوف، والحلق، واللّسان، والشفتان، والخيشوم. أحكام النُّون الساكنة والتنوين الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء الحقيقيّ. أحكام الميم الساكنة والتنوين الإظهار الشفويّ، والإدغام الشفويّ، والإخفاء الشفويّ. الوقف الوقف التام، والوقف الكافي، والوقف الحسن. اللّامات لام الفعل، ولام الأمر، ولام الاسم، ولام التعريف، ولام الحرف.المقالات المتعلقة بلماذا نتعلم التجويد