سورة البروج من السورِ المكيّة، وعدد آياتها 22 آية، وقد نزلت بعد سورة الشَّمس، ويأتي ترتيبها في المصحف الشريف الخامسة والثمانين بعد سورة الانشقاق، وقد تناولت السورة أساسيات العقيدة الإسلاميّةِ لتعليمها للمسلمين وترسيخها في قلوبهم وعقولهم، من أجل زيادة إيمانهم بالله تعالى وبنبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، والثبات على الدين أمام جميع الفتن والمصاعِب التي قد تواجههم.
ابتدأت السورة بقسم الله تعالى بالنجوم الكثيرة التي تُزيِّن السماء ومداراتها التي تدور فيها تلك الأفلاك، ثم أقسم عز وجل بيوم القيامة الموعود الذي لا فرار منه ولا مهرب، حيث يُحاسّب كل عبدٍ على اقترف في دنياه.
كما تحدّثت عن قصة أصحاب الأخدود الذين قُتلوا زوراً وظلماً، وأن الله تعالى سيعذب الظالمين ويعاقبهم شر عقابٍ في يوم القيامة، ثم انتقلت السورة للحديث عن الذين يحاولون فتنة المؤمنين ليخرجوهم عن دينهم ويردوهم إلى دين الكفر والضلالة، وبأن الله تعالى قادرٌ على الانتقام منهم، وبأن الذين آمنوا وصبروا لهم الجنات الخالدة التي تجري من تحتها الأنهار جزاءً لهم على إيمانهم وصبرهم.
اختتمت السورة بالحديث عن قصة فرعون الطاغية الجبار وقومه الذين كذّبوا الرسل، وكفروا بالله تعالى وأصروا على كفرهم، فعاقبهم الله تعالى شر عقابٍ، لينبه بذلك الذين وقفوا في وجه النبي صلى الله عليه وسلّم ويتعظوا مما حصل مع الطغاة السابقين.
أسباب نزول سورة البروجلقد اهتم العلماء المسلمون بغربلة المعلومات التي وردت عن الصحابة لتدوين كل ما هو أقرب إلى الصحيح، وقد شملوا أسباب نزول بعض الآيات، وذلك لحماية الدين الإسلامي من التشويهات، ومما جاء في سبب نزول سورة البروج ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم ((وشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَليْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ))، صدق الله العظيم.
تتحدث الآيات السابقة عن فئةٍ من المؤمنين السابقين الذين ابتلاهم الله تعالى بجماعةٍ من الطغاة والظلمة، الذين أرادوا إجبارهم على ترك ديانتهم واتباع الدين الضال، ولكنّهم (الفئة المؤمنة) رفضوا ذلك رفضاً تاماً وتمسّكوا بدينهم، فحفر لهم هؤلاء الجماعة أخدوداً -وهو عبارة عن الشق في الأرض- وأشعلوا به النّار وألقوا فيه كلّ من رفض الرجوع عن الدين، وأخذوا يفرحون بما يصيب هذه الفئة المؤمنة، فثبّتهم الله على دينهم وماتوا شهداء لهم الجنان، فقد ضحوا بأنفسهم مقابل العقيدة.
جاءت هذه الآيات تصبيراً للمؤمنين على ما يقعون فيه من فتنٍ وعذابٍ على يد المشركين، حيث إنِّ السّابقين قد لقوا الكثير من العذاب ولكنهم صبروا وكان جزاؤهم الجنة خالدين فيها.
المقالات المتعلقة بأسباب نزول سورة البروج