أحكام التجويد في القرآن

أحكام التجويد في القرآن

 

علم التجويد

علم التجويد هو علم يهتم بتعريف كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وهو في اللغة التحسين، وفي الاصطلاح هو قراءة القرآن الكريم مع إعطاء الحرف حقه، وصفاته الذاتية؛ مثل: الاستعلاء أو الاستفال، أو الجهر، أو الشدة.

كانت بداية علم التجويد عند اتساع رقعة الدولة الإسلامية في القرن الثالث للهجرة، حيث كثر اللحن والخطأ في القرآن الكريم، بسبب دخول الكثير من غير العرب في الإسلام، وفي هذا المقال سنعرفكم على أحكام التجويد في القرآن الكريم.

 

أحكام التجويد في القرآن أحكام الترقيق والتفخيم

تجمع حروف التفخيم في جملة (خُصّ ضَغْطٍ قِظْ) وتسمى أيضاً بحروف الاستعلاء، وتُفخَّم في كافة مواضعها، بينما تعرف حروف الترقيق فيما تبقى من أحرف اللغة العربية، وتسمى بحروف الاستفال، وتُرقق في كافة مواضعها، باستثناء الألف، واللام، والراء، حيث إنها تقبل التفخيم والترقيق.

تُفخَّم الألف إذا وقعت بعد حرف مفخم، بينما تُرقق إذا وقعت بعد حرف مرقق، وتفخم الراء في حال كانت مضمومة أو مفتوحة، أو ساكنة وقبلها ضم أو فتح، أو إذا كانت ساكنة وما بعدها حرف مفخم، وما قبلها كسر أصلي، بينما ترقق إذا كانت مكسورة، أو إذا كانت ساكنة وما بعدها حرف مرقق، وما قبلها كسر أصلي، أو إذا كانت ساكنة للوقف، وما قبلها ياء ساكنة، بينما اللام فهي مرققة، ولا تُفخَّم سوى في كلمة واحدة، وهي لفظ الجلالة الله، حيث تفخم إذا سبقها ضم أو فتح، كما في قوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ) [الجن: 19]، أو إذا سبقها ساكن بعد الفتح أو بعد الضم، كما في قوله تعالى: (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [آل عمران: 109]، بينما ترقق إذا سبقتها كسرة، مثل: بِالله، أو من دين الله، أو إذا سبقها تنوين أو ساكن بعد مكسور، مثل: (قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ) [الأعراف: 164].

 

أحكام همزة الوصل

تنطق الهمزة عند البدء بها، وتسقط نطقاً عند الوصل، كما في قوله تعالى: (السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ ۚ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا) [المزمل: 18]، وتحذف نطقاً وكتابةً في (بسم الله الرحمن الرحيم)، وتستبدل بألف مدية إذا كانت مفتوحة بعد همزة الاستفهام، كما في قوله تعالى: (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) [النمل: 59].

 

أحكام اللام الساكنة

تعد اللام قمرية إذا وقعت قبل أحد الحروف الأربعة عشر المجموعة في هذه الجملة: (ابغ حجك وخف عقيمه)، مثل: البيت، والمدثر، والقيوم، بينما تعد اللام شمسية إذا كانت قبل واحداً من الأربعة عشر حرفاً الآتية: (ط، ث، ر، ت، ص، ض، ذ، ن، د، س، ظ، ز، ش).

 

أحكام القلقلة

يتم قلقلة الحرف عند خروجه ساكناً، وتعرف حروفها في المجموعة الآتية: (قطب جد)، فإذا كان حرف القلقلة في منتصف الكلمة أو أولها تكون القلقلة صغرى، بينما إذا كان في آخر الكلمة تكون القلقلة كبرى، علماً بأن القلقلة تهدف إلى الحفاظ على الخصائص المميزة للصوت، وعلى القيمة الصوتية؛ لمنع حدوث لبس بصوتٍ آخر.

 

أحكام الإدغام العام المتجانسين

يشترط في الإدغام العام المتجانسين أن يتفق الحرفان في المخرج، وأن يختلفا في الصفة، وذلك في ثلاثة مخارج، وهي: مخرج الطاء، والتاء، والدال (ط، ت، د)، حيث يجب الإدغام في موضعين، مثل: د / ت كما في قوله تعالى: (قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة: 256] و (وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا) [المدثر: 14]، وت / ط كما في قوله تعالى: (إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ) [آل عمران: 122]، (فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ) [الصف: 14]، كما يجب الإدغام في موضعين في مخرج الظاء والذال والتاء، مثل ذ / ظ كما في قوله تعالى: (وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) [الزخرف: 39].

 

أحكام الإدغام العام المتقاربين

يشترط في الإدغام العام المتقاربين أن يتقارب الحرفان مخرجاً وصفةً، مثل ل/ ر في قوله تعالى: (بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [الأنبياء: 56]، أو ق/ ك كما في قوله تعالى: (أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ) [المرسلات: 20].

 

أحكام النون الساكنة والتنوين

  • الإخفاء: وهو النطق بالنون الساكنة أو التنوين بحيث تكون وسطاً بين الإظهار والإدغام، عن طريق ترك اللسان معلقاً في فراغ الفم، ومنع التصاقه باللثة العلوية كما في الإظهار، ويكون الإخفاء مع الغنة في كلمة أو كلمتين، وحروف الإخفاء هي: ص، ذ، ث، ك، ج، ش، ق، س، د، ط، ز، ف، ت، ض، ظ، ومن الأمثلة عليه كلمة: منثور، أو أنشأ، أو من صيام، أو من ثمره، أو ماءاً ثجاجاً.
  • الإقلاب: وهو قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم في النطق لا في الكتابة، وعادةً ما يقع الإقلاب في كلمة أو كلمتين، مثل: كلمة ينبوعاً، أو خيراً بصيراً.
  • الإدغام: حيث يحدث إذا وقع أي حرف من الحروف الآتية: (ي، ر، م، ل، و، ن) بعد التنوين أو النون الساكنة، حيث تُدغم النون الساكنة أو التنوين بحرف الإدغام للحصول على حرف واحدٍ مشددٍ من جنس الحرف الثاني، ويقسم الإدغام إلى نوعين، وهما: الإدغام بغنة، ويشمل الحروف الموجودة في كلمة ينمو، مثل: (لِّمَن يَخْشَىٰ) [النازعات: 26]، والإدغام بغير غنة الذي يشمل حرف اللام والراء، مثل: (إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) [الكهف: 6].

 

أحكام النون والميم المشددتين

  • يجب إظهار الشدة والغنة في النون والميم المشددتين، مثل: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا) [النبأ: 31]، أو مثل: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ) [الليل:5].
  • يجب إظهار الغنة والشدة في الميم أو النون المشددتين، وطول الغنة حركتان، مثل: (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) [قريش: 4]

 

أحكام الميم الساكنة

  • الإخفاء: إذا وقع بعد حرف الميم الساكن حرف الباء، حيث تكون الميم مخفاة بغنة، مثل: (إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ) [العاديات: 11]، حيث تُخفى الميم الساكنة عند تلاوة حرف الباء، وتعرف هذه الحالة باسم الإخفاء الشفوي.
  • الإدغام: إذا وقع حرف الميم بعد حرف الميم الساكنة تُدغم الميم الأولى بالثانية للحصول على حرف واحدٍ مشدد، مثل قوله تعالى: (وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا) [البقرة: 268].
  • الإظهار: إذا وقع أحد حروف اللغة العربية ما عدا الباء والميم بعد حرف الميم الساكنة يتم إظهار الميم دون غنة، مثل: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا) [النور: 43].

 

المقالات المتعلقة بأحكام التجويد في القرآن