لماذا البحر مالح

لماذا البحر مالح

محتويات
  • ١ البحر
  • ٢ ملوحة مياه البحار
    • ٢.١ توزيع الملوحة في البحار والمحيطات
    • ٢.٢ أهمية ملوحة مياه البحر
  • ٣ المراجع
البحر

تشكل المياه ما نسبته 70% من مساحة الكرة الأرضية، وتنقسم المياه إلى عدة أقسام وهي مياه الأمطار، والينابيع، والمحيطات، والآبار الجوفية، والشلالات، ويتواجد كل قسم منها في أماكن قد تختلف عن وجود الأقسام الأخرى، كما أنّ لكل منها مكوناته، وسنتحدث في هذه المقالة عن البحر الذي هو جزء من المحيط، وعن خاصية الملوحة فيه، ومصدر تلك الأملاح.[١] يُعرّف البحر بأنّه الجزء القريب إلى اليابسة من المحيط، وهو نقطة الاتصال بالمحيط عن طريق المضائق المختلفة، أما اليابسة فلها تأثير كبير على البحر وعلى نظامه المائي؛ حيث تؤثّر في مناخه، كما تنتقل الجزيئات الصغيرة والشوارد الترابية والمحاليل الكيميائية المتنوعة إلى البحر والتي تؤثّر بدورها على الكائنات الحية فيه، أمّا ارتباط البحر بالمحيط فيختلف باختلاف تأثير اليابسة فيه؛ مما يؤدي إلى اختلاف الصفات العامة للبحر عن المحيط.[١][٢]

يرجع أصل البحار إلى أنّها أحواض مائية نشأت خلال الحقبتين الجيولجيتين الثالثة والرابعة، أما أسباب نشأتها فهي حدوث عمليات خسف في المناطق المقعّرة البحرية والمحيطية، وحدوث عمليات الغمر المائية التي تحدث بسبب خسف لحدود القارات أو ارتفاع منسوب مياه المحيطات بسبب ذوبان الجليد في نهاية العصر الجليدي، ومن البحار الي ظهرت بسبب الخسف في المناطق المقعّرة بحر اليابان وبحر الصين الجنوبي، أما البحار التي ظهرت بسبب ذوبان الجليد فهي بحار القطب الشمالي.[١]

ملوحة مياه البحار

الملوحة هي عبارة عن مصطلح عام يصف مستوى الأملاح الذائبة في الماء، مثل: كلوريد الصوديوم، وكبريتات الكالسيوم، وسلفات المغنيسيوم، وثنائي الكربونات، أما درجة الملوحة فهي وزن الملح الذائب في كل ألف جزء من ماء البحر؛ حيث تقدر درجة الملوحة بنسبة ألفية وليس نسبة مئوية، وتذوب الأملاح في البحرعندما تتأكسد جميع الكربونات ويحل الكلور مكان اليود والبروم، وتُقدّر نسبة ملوحة مياه البحار بـ 35 جزء في الألف؛ أي أنه يوجد 35 جرام من الأملاح الذائبة في كل 1000 جرام من ماء البحر،[٣] وتختلف هذه النسبة من بحر إلى بحر، وعلى سبيل المثال تكون مياه البحار الباردة شبه عذبة؛ حيث تصل نسبة الملوحة إلى 2.5 في الألف، وترتفع نسبة الملوحة بالانتقال إلى البحار في المناطق المدارية وشبه المدارية؛ وخاصة في البحار الداخلية والمتوسطة مثل البحر الأحمر، فتصل إلى 40 جزء في الألف.[٢]

أما السبب الرئيسي في ملوحة مياه البحر فهو وجود كلوريد الصوديوم بنسبة مرتفعة جداً في الكرة الأرضية وتحديداً في القشرة، فقد احتوت قشرة الكرة الأرضية على العديد من العناصر الكيميائية المختلفة في الكثافة، وعندما بردت القشرة الأرضية حدثت فيها تفاعلات كيميائية عديدة أدت إلى تكوين مركبات من تلك العناصر، وتتميّز هذه المركبات بأنّها قابلة للذوبان في الماء، وتدعى هذه المركبات بالقلوية الملحية والتي بسببها أصبحت مياه البحر مالحة.[١] تختلف نسبة ملوحة المياه من منطقة إلى أخرى، وعلى سبيل المثال تكون مياه البحر الميت شديدة الملوحة؛ وذلك لقلة المياه العذبة الواصلة إليه، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة التي تؤدي إلى زيادة معدلات التبخر، وبالتالي زيادة تركيز الأملاح، أما مياه بحر البلطيق فهي قليلة الملوحة؛ وذلك لوصول كميات كبيرة من المياه العذبة إليه عن طريق الأنهار التي تصب فيه.[٤]

يعد النشاط البركاني من أسباب ملوحة مياه البحار؛ حيث تنتقل الأملاح الناتجة عن الحمم والمصهورات البركانية إلى الماء بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الذي يذوب في الماء وتشكّل حمض الكربونيك، وهو بدوره يُذيب المعادن التي تزيد من ملوحة مياه البحار، كما تساهم عمليات التبخر في زيادة ملوحة المياه، فعندما يتبخر الماء يترك وراءه الأملاح للتراكم مرة بعد أخرى في البحار، كما تنقل الأنهار الأملاح إلى مياه البحار والمحيطات خلال مرورها عبر صخور اليابسة والتي تتآكل بدورها وينتج عن تآكلها الأملاح والمعادن المختلفة، ويمكن القول أن ملوحة مياه البحار أو المحيطات لا تزداد بل هي مستقرة، ويعود السبب في ذلك إلى استهلاك بعض من الأملاح من قِبَل الكائنات البحرية بكميات كبيرة.[٥]

توزيع الملوحة في البحار والمحيطات

تتوزع الملوحة في المياه بطريقتين هما: التوزيع الأفقي، التوزيع الرأسي، وفيما يلي شرح مبسط عن كل منهما:[٦]

  • التوزيع الأفقي للملوحة ويعتمد هذا التوزيع على تركيز الأملاح في طبقة البحر السطحية، ويتأثر تركيز الأملاح بمجموعة من العوامل وهي:
    • معدل التبخر والذي يرتبط بدرجة الحرارة ارتباطاً وثيقاً، وبالإشعاع الشمسي، ونسبة رطوبة الهواء في الغلاف الغازي وتحديداً في الطبقة السفلية منه.
    • معدل تساقط الأمطار أو الثلوج والذي يتأثّر أيضاً بدوائر العرض والبعد عن سواحل القارات.
    • التيارات البحرية وتحريكها وخلطها لمياه سطح البحر.
    • تدفق الأنهار؛ حيث تنقل مياه الأنهار الأملاح من اليابسة إلى البحار التي تصب فيها.
  • التوزيع الرأسي للملوحة مع العمق، ويعتمد على كثافة المياه؛ حيث تقع المياه عالية الكثافة في القاع، أمّا المياه المرتفعة فهي الأقل كثافة، وبما أن الأملاح البحرية تعطي للماء كثافة عالية، فإنّ المياه المالحة أعلى كثافة من المياه العذبة، وكلما زادت ملوحة المياه كلما ارتفعت كثافتها وثقلت، كما تزداد كثافة المياه كلما انخفضت درجة حرارته وكلما ارتفع الضغط الواقع عليها، أما أثر العمق على الملوحة فلا يعد تأثيره كبيراً مع الكثافة؛ إذ إنّ متوسط ملوحة المياه السطحية يكون بين 33-34 جزءاً في الألف، في حين تكون نسبة الملوحة في القاع 35 جزءاً في الألف، وهو ليس فارقاً كبيراً، ولتوضيح ذلك يمكن القول أنّ ذوبان الجليد على السطح هو ما يخفّف ملوحته، فتكون الزيادة معتدلة.

أهمية ملوحة مياه البحر

تكمن أهمية ملوحة مياه البحر في منع تعفنه؛ إذ إنه يشكّل بيئة تتنوع فيها المخلوقات والكائنات التي تسمح بتكون البكتيريا والعفن فيه؛ إلّا أنّ ملوحته تجعل تراكم البكتيريا والعفن صعب، كما يُستخدَم الملح في الكثير من الصناعات الكيميائية، فهو يخفّض من درجة تجمد الثلج، ويُستخدَم من الناحية العلاجية لتخفيف ألم الأسنان، وآلام الحلق، كما يتم باستخدامه علاج التهاب وانتفاخ العيون، ويُستخدَم في صناعة أنواع مختلفة من الطعام، والأدوية، وفي إزالة عسرة الماء، بالإضافة إلى الكثير من فوائده للإنسان والبيئة؛ حيث لا يمكن الاستغناء عنه في أي حال من الأحوال.[١]

المراجع
  • ^ أ ب ت ث ج مجلة أبحر (2017-7-13)، "لماذا البحر مالح"، أبحر، بتصرّف.
  • ^ أ ب شاهر جمال آغا، "البحر"، الموسوعة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-30. بتصرّف.
  • ↑ أ.علي جبار عبد الله الجحيشي (2012-12-26)، "الملوحة Salinity)) في البحار والمحيطات"، University of Babylon كلية التربية الأساسية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-30. بتصرّف.
  • ↑ "التيارات البحرية"، بوابة التقدم العلمي ، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-30. بتصرّف.
  • ↑ Anne Marie Helmenstine ( 2017-8-4), "Why Is the Ocean Salty?"، Thought Co, Retrieved 2017-8-30. Edited.
  • ↑ أ.علي جبار عبد الله الجحيشي (2012-12-26)، "توزُّيع الملوحة في مياه البحار والمحيط"، University of Babylon كلية التربية الأساسية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-30. بتصرّف.
  • المقالات المتعلقة بلماذا البحر مالح