إنّ هذه الحشرة والتي تسمى بالصرصور أو بالفصحى بالصرصار تعد من أكثر الحشرات شهرة على الصعيد الشعبي في كافة الثقافات في هذا العالم ، فاسمها مقرون بالتقزز والغثيان لدى الجميع باستثناء الشعوب التي تعتبرها من وجبات طعامها ، ومع ذلك فان النظرة البشرية للصرصور بشكل عام هي نظرة سلبية واحتقارية ويتربع على رأس الكائنات الضارة المستهدفة للقضاء عليها من قبل الإنسان بالمبيدات الحشرية .
ويعتبر الصرصور من أقدم الكائنات الحية الموجودة على الأرض والتي نجت من خمسة فترات انقراض لمعظم الكائنات الحية عليها ، ويوجد منه ستة آلاف نوع نصفها فقط معروف والباقي لا يزال مجهولا حتى الآن ، وهي موجودة على الأرض من أكثر من ائتين وخمسين مليون سنة ، وتعتبر من أكثر الكائنات مقاومة للظروف القاسية ، فهي تعيش في كافة المناخات ، في الجو قارص البرودة وفي الجو الحار جدا على حد السواء ، ولديها القدرة على مقاومة الجوع لأكثر من شهر ونصف ، والبقاء دون ماء لفترة لا تقل عن أسبوع ، وهي من ذوات الدم البارد والتي لا تملك قلبا ، وتتنفس من خلايا جسمها كله وخصوصا المتمركزة في منطقة الظهر ، وحاسة الشم عندها قوية جدا ، واستشعارها لضغط الهواء عال جدا لذلك تجدها تنتبه لأي حركة تجري من حولها ، وتعيش لمدة تصل حتى السنة والنصف ، وعندها القدرة أن تظل حية لمدة أسبوع بعد أن يتم قطع وفصل رأسها عن جسدها ، كونها تتنفس من خلايا ظهرها بالذات ، ولا تموت حينئذ إلا من الجوع في هذه الحالة في نهاية المطاف ، ومن الملاحظ أنها تموت في معظم الحالات وهي مستلقية على ظهرها ويعود ذلك لأنها تنقلب على ظهرها حينما تستشعر خطرا محدقا بها وذلك من أجل حماية نقاط تنفسها والموجودة على ظهرها ، ولكن هذا الأمر فيه هلاكها أيضا كونها لا تستطيع أن تعود لتستلقي على بطنها كالسابق فتبقى هكذا إلى أن تموت من الجوع أو لأي أمر آخر .
ومن الحري القول هنا أن المبيدات الحشرية يدخل في تكوينها مادة تسمى الببرين وهي مستخرجة من الفلفل الأسود التي تعمل على حرق خلايا التنفس عند الصرصور عندما يستنشقها ، ولكن الصراصير تكتسب مناعة ضدها مع الوقت ،مما يستلزم تغييرا دوريا لمكوناتها حتى يستمر تأثيرها المميت .
المقالات المتعلقة بكيف يموت الصرصور