نُسبَ هذا السجودُ للتلاوةِ لموضعهِ منها في جميعِ أوقاتها واتجاهاتها ،أكان في صلاة فريضة أمْ في صلاة تطوع ، في ليل أمْ نهار ، بطهارة أم بدونها ، باتجاهِ القبلةِ أمْ إلى غيرها ، عندَ شروقِ الشمسِ أمْ عندَ غروبِها ،في وقت نهي أم في غيره لأنها ليست بصلاة ، ويشرعُ في أربعة عشر موضعا في كتاب الله ، كُلُها سنةٌ ولا واجبَ فيها على الراجح من أقوال الفقهاء وذلك مستقى من فعله صلى الله عليه وسلم حين قرأ "والنجم" وسجد وقرأها عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه ولم يسجد .
وهذا السجود به الموعظة والذكرى لحرب نشبت بين آدم عليه السلام وذريته والملعون إبليس عليه من الله ما يستحق حين استكبر وفسق عن أمر ربه فأخره الله من الجنة ،واستأذن الله عز وجل في عداوة وحرب يشنها على آدم وذريته ويقعد لهم بها صراط رب العالمين ويغويهم عن الحق ويوقع العداوة بينهم إلا عباد الله المخلصين الذين ليس له عليهم سلطان إلا من اتبعه منهم .
حين يقرأُ ابن آدمَ السجدةَ ويسجدْ بها سجودَ التلاوةِ فإنَ الشيطانَ يعتزلْ ويبكي ويلومُ نفسَهُ لأنه أُمِرَ بالسجود وعصى الله فلهُ النارْ ، ويَحْسدُ ابنَ آدم لأنه حين أُمر بالسجود سجد فله الجنة ، فلا يغفل المسلم عن هذه الموعظة ويجعلها مدار مخطط حياته ، وخارطة الطريق لها ، فقد ذُكِرتْ هذه السجدة في القران للتذكير بهذهِ العداوة ، وأنْ لا يتخذ المسلمُ الشيطان ولياً من دون الله عز وجل .
ورد في صحيح السنة أكثر من دعاءٍ يذكرُ حالَ السجود وذلك من حديث عائشةً رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل ،يقول في السجدة مراراً )) سجد وجهي للذي خلقه ،وشق سمعه وبصره بحوله وقوته )) ومن علي أن النبي كان إذا سجد قال ((اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي ،سجد وجهي للذي شق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين)) .
كيفية سجود التلاوةيتكون سجود السهو من سجده واحده، تُسجدْ حالَ الانتهاء من قراءة الآية التي ورد فيها السجود ، ويُفَضْل أن تكون باتجاه القبلة وليس شرطا ، وتكون من غير تسليم ،وأما إذا وردت في الصلاة فيسجد المصلي بتكبيرة انتقالية ويخرج منها بتكبيرة انتقالية لوضعية الوقوف وإكمال القراءة إن أراد استئناف التلاوة أو الشروع في ركن الركوع .
المقالات المتعلقة بكيف يكون سجود التلاوة