كيف يعمل محرك البخار

إن المحرك البخاري أو بالإنجليزية (Steam engine): هو محرك يستمد قوته وطاقته الحركية من البخار، حيث يستفيد من بخار الماء المغلي ذو الضغط المرتفع، ويقوم المحرك بدايةً بتسخين الماء حتى يصل إلى درجة الغليان؛ وذلك للاسفادة من القوة التي يحملها البخار الذي يخرج من الماء عند هذه الدرجة، وبعد أن يَسْخن الماء ويخرج البخار منه، يتم دفع هذا البخار إلى الجزء المراد تحريكه، فإذا كان لدينا قطار بخاري، فإن المحرك البخاري يدفع البخار إلى المكابس التي تقوم عن طريق القوة البخارية بتحريك عجلات القطار. ويقوم المحرك البخاري بتسخين المياه عن طريق العديد من المصادر، ومن أشهرها: الفحم، والمشتقات البترولية، والوقود النووي.

يظن الكثير من الناس بأن العالم الاسكتلندي البريطاني جيمس واط هو أول من اخترع المحرك البخاري، ولكن في الحقيقة هو مسبوق في هذا الاختراع، ولكن الذي قام به جيمس واط هو إدخال الكثير من التطويرات والتحسينات المهمة على المحرك البخاري، مما أدى إلى نجاح هذا المحرك بشكل كبير، وتمت الاستفادة منه في العديد من المجالات. والمحرك البخاري لا يستخدم فقط في تحريك بعض القطارات، كما قد يتوهم البعض، وإنما يستعمل في العديد من التطبيقات الأخرى، حيث يستعمل في إدارة وتشغيل البواخر والسفن، ويستعمل في تشغيل العديد من التوربينات الدَوَّارة التي تساعد الكثير من أنواع المولدات الكهربائية على توليد الطاقة الكهربائية، والتي تساعد أيضاً الكثير من أنواع المضخات على ضخ السوائل. والتوربين، أو كما يسمى باللغة العربية (العَنَفَة): هو آلة دوارة تعمل بالبخار أو الغاز أو الهواء أو الماء أو غير ذلك، حيث تقوم هذه التوربينات بنقل الطاقة الحركية إلى العديد من الآلات التي تستفيد من هذه الطاقة في عملها. ويستعمل المحرك البخاري أيضاً في آلات الحفر، ويستعمل في العديد من الآلات الأخرى.

إن المحرك البخاري هو الأساس الذي قامت عليه الثورة الصناعية التي شهدتها القارة الأوروبية في القرن الثامن عشر الميلادي، والتي كانت انطلاقتها من بريطانيا. فقد كان لهذه الثورة أثر بالغ في حياة البشر في أوروبا والعالم، حيث حسنت من المستوى المعيشي للسكان الأوروبيين، وأدت إلى انتشار المصانع في بريطانيا وأوروبا، وزادت من حجم الإنتاج، وأدت إلى تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وزادت من حجم الثروات والدخول، فلولا اختراع هذا المحرك، لما شهدت أوروبا هذه الثورة الصناعية المهمة؛ وذلك لأن الكثير من المصانع، والكثير من الآلات، كانت تعتمد بشكلٍ أساسي على هذا المحرك الذي يعمل بالبخار.