أنعم الله على الإنسان بأن جعل له من نفسه زوجة توده وترحمه، فهي معينته على نوائب الدهر وشريكته في الحسن والقبيح، تقدم العون متى أراد وتقدم له الحياة الكريمة، فهي التي أمنها على بيته وقدم لها روحه وماله ليعيش معها في بيت واحد يملأه الألفة والحب.
يخطئ الكثيرون في فهم الزواج على شاكلة غير الحب والمودة، بأن يعتقد الرجل بأن الزواج ما هو إلا شراء للمرأة وحسب، فهو يظنه أنها يجب أن تقدم له الخدمة بالطعام والشراب ورعاية الأطفال، ولكن هنا يجب أن نتوقف جميعًا كثيرا عند هذا الاعتقاد، فإن هذا الاعتقاد وإن كانت نفس الرجل الطموحة الذي يزين له الشيطان أن هذا أفضل له ولها، إلا أنه وللأسف هذا شراء للجحيم في هذه الدنيا قبل الآخرة؛ لأن الرجل لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يحضن في بيته قنبلة لا يملك إلا أن تنفجر به فتهدم بيته وحياته إن لم يتعامل بمنطق المحبة والمودة.
إن الرجال في هذا العصر بدأوا بالتوجه إلى اسعاد زوجاتهم وإثراء حياتهم وحبهم داخل بيوتهم، ولكن كما يقال فعل الشيء بجهل يوقع من الضرر ما هو أكبر من عدم فعله بالأصل، ولذا لإسعاد المرأة مفاتيح خاصة على كل رجل أن يدركها.
تحب المرأة أن ترى نفسها في مكانها المرموق والسامي الذي لا يصل إليه أحد غيرها، فهي تحب أن ترى جمالها وحبها في قلب زوجها، فأول ما على الرجل أن ينتهزه دائما هو أن يظهر لزوجته الحب وكلمات العسل المخلوط في كل لحظة وحين، فهي تحب ذلك وترغبه، وأن يتزين لها كما تتزين له، فلا يوجد ما هو أحب على قلب المرأة من أن ترى زوجها يهتم بمظهره كثيراً لإسعادها والقرب منها في كل وقت وحين، وهذا أمر إلهي مسبق في القرآن فيقول: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، أما ما يسعد المرأة ويدهش قلبها من الرجل أن يعطيها الأمان الذي ترغب في مسكنها وعيشها، فيجعل بيتها مقراً لها، فلا يطردها منه عند الغضب ولا يسمح لها بترك البيت للذهاب إلى بيتها، فمن الرجال الذي أحب أن أتذكر سيرهم أن بيته كان في عصمة امرأته طيلة الوقت فقد وكله باسمها قانونياً حتى لا تشعر بالخوف أبداً، وكان منطقه إن كرهتها وأردت طلاقها فيكفي من قلبي أنني عملت بآية الرحمن "وسرحوهن بمعروف" فلم أتركها عالة على غيرها أن أخذت الحسن منها وتركتها بعد أن ذهب ذلك الحسن من قلبي، وأيضا فإن أحبت فراقي فإن الله قد شرع لها الخلع الذي لا يتم إلا بإعادة ما أعطيتها إلي، ففي الحالتين أنا الرابح وأنا المتبع لسنة الله في هذا الزواج.
قد ذكرت ما يتعلق بالنفس فيما يسعد المرأة، وأرفق إلى القول أيضًا بأن المرأة تحب الهدية والورود، والعطور والأشياء الجميلة من صنع اليد، وبعض الرسائل المكتوبة تحمل عشقًا وتعبيرا عن النفس والقلب. فاحرص على أن تكون زوجتك قبل نفسك، فأنت تنام بجوارها مؤمنا لها، فاكسب محبًا ولا تصنع عدوا بالجهالة.
المقالات المتعلقة بكيف يسعد الرجل زوجته