يواجه الكثير من النّاس الفشل في حياتهم عندما يقدمون على التّخطيط للزّواج، وقد يتذرّعون بذرائع مختلفة منها عدم كفاية المال المتوفر لديهم أو عدم توفّر السّكن وغير ذلك من الأسباب، ويبقى التّخطيط للزّواج أمراً يتطلّب الكثير من الحكمة والفطنة، وهذا ينطبق على جميع أمور الحياة فبدون وضع خطّة معيّنةٍ لا يمكن الوصول إلى الأهداف المرجوّة، وبالتّالي فإنّ على الإنسان المقبل على الزّواج أن يضع خطةً من أجل أن يكون زواجه ميسّراً وعلى أحسن حال، ومن المقترحات التي نضعها بين يد المقبلين على الزّواج نذكر :
- أن يوفّر الإنسان مبلغاً من المال يخصّصه من أجل إتمام مراسم الزّواج والقيام بأعبائه المختلفة من شراء أثاثٍ وغيره، ولا شكّ بأنّ المال هو وسيلةٌ هامّةٌ للمقبلين على الزّواج ولكنّه ليس العامل الأهمّ من العوامل ذلك بأنّ بعض النّاس وحين يتقدّم إليهم رجلٌ يريد خطبة ابنتهم لا ينظرون إلى وضعه المادّي خاصّةً إذا رؤوا من أخلاقه ودينه ما يرضونه لابنتهم، وعموماً يحتاج الإنسان إلى المال لأمورٍ أخرى غير المهر لذلك عليه أن يراعي أنّه مطلوبٌ منه توفير المسكن والأثاث وغيره من ضروريات الحياة الزّوجيّة.
- وضع الأسس الصّحيحة في اختيار الزّوجة، فكثيرٌ من الشّباب حين تسأله عن الأسس التي يعتمدها عند اختيار شريكة حياته يقول لك لا أدري، وبالتّالي على الإنسان المقبل على الزّواج أن يحدّد أولوياته وأسس اختيار شريكة حياته حتى يتجنّب سوء الاختيار ما أمكن، ولأنّ سوء الإختيار قد يسبّب له الكثير من المشاكل مستقبلاً فإنّ عليه أن يراعي ذلك، كما أنّ عليه أن يحدّد صفاتٍ معيّنةٍ يرغبها فيمن يتقدّم لهنّ من الفتيات، فمن الناّس من يعجبه الجمال لذلك عليه أن يبحث عمّن تمتاز بالجمال حتى يحقّق رغبات نفسه، وأن لا يجعل تلك الصّفة من أولويّاته ذلك بأنّ الجمال شيءٌ مادي متغيّر، ومن النّاس من يضع صفة الخلق وحسن التّعامل، فعليه أن يبحث عمّن تمتلك تلك الصّفات وهكذا الحال مع بقية الصّفات.
- وأخيراً على من يخطّط للزّواج أن يهيّىء نفسه نفسيّاً لتحمّل مسؤوليّة الزّواج ، فالزّواج ليس علاقةً عابرةً أو مؤقتة، بل هي علاقةٌ يفترض منها أنّها ستبقى للأبد، كما أنّ مسؤوليات الزّواج تتطلّب من الإنسان أن يكون رجلاً قويّ الشّخصيّة يخوض غمار الحياة بدون جبنٍ أو خوفٍ، ولأنّ بناء أسرةٍ أيضاً يتطلّب توفير ميزانيّة لمواجهة أعباء الحياة ومتطلّباتها.