تنبّأ النّبي صلّى الله عليه و سلّم بظهور عددٍ من الأمور في هذه الأمّة و من بينها ظاهرة السّمنة التي انتشرت في مجتمعاتنا انتشاراً كبيراً ، و لا شكّ بأنّ الإنسان يحلم بالحصول على قوامٍ رشيقٍ متناسقٍ و يسعى لذلك ، و يتجنّب السّمنة و زيادة الوزن لما لها من آثارٍ سيئةٍ على صحّة الإنسان و مظهره الخارجي ، و لقد ساهمت الحياة العصريّة بكلّ ما فيها من سلبياتٍ في ازدياد ظاهرة السّمنة ، فماهي العوامل التي تؤدّي إلى زيادة الوزن ، و ما هي سبل الوقاية منها ؟
من العوامل التي تؤدّي إلى زيادة الوزن كثرة الأكل و عدم مراعاة اتباع نظامٍ غذائيٍ يحدّد متطلبات الإنسان الكافية من الطّعام و الشّراب ، فأصبح بعض النّاس لا يراعون ذلك في سلوكهم الغذائي و تراهم يأكلون و يشربون في كلّ الأوقات ، و الأصل أن يتجنّب الإنسان ذلك بالتّحلي بإرادةٍ تجعل الإنسان قادراً على ضبط شهوات نفسه و تحديد أوقاتٍ معيّنةٍ للأكل تضمن الحصول على العناصر الغذائيّة المختلفة بتناول أنواعٍ مختلفةٍ من الأطعمة ، و لنا في هدي النّبي صلّى الله عليه و سلّم خير دليلٍ و منهجٍ في سلوكنا الغذائي ، إذ حثّ النّبي الكريم على أن يأكل الإنسان باعتدال فيجعل لطعامه ثلث و لشرابه ثلث و لنفسه ثلث ، كما بيّن أنّ الإنسان العاقل لا يأكل إلا إذا شعر بالجوع ، و إذا أكل فإنّه يأكل باعتدال دون إفراط أو تفريط .
و كذلك من العوامل التي تؤدّي إلى زيادة الوزن قلّة الحركة ، و قلّة ممارسة النّشاط البدني ، و لا شكّ بأنّ للرياضة دورٌ كبيرٌ في مكافحة آفة السّمنة، إذ بالرّياضة يفقد الإنسان كثيراً من السّعرات الحراريّة ، و بالتّالي يتجنّب زيادة الوزن و تراكم الدّهنيات و السّكريات في دمه .
كما تلعب العوامل النّفسيّة دوراً في زيادة الوزن لدى البعض ، فعندما يصاب الإنسان بالقلق و التّوتر أو الإكتئاب يلجأ للطّعام كملاذ للحصول على الرّاحة و الانعتاق من أسر الهموم و الأحزان ، و بالتّالي تكون نتيجة ذلك زيادة وزنه بشكلٍ قد يؤثّر سلبيّاً على صحّته ، و الحل لمن يتعرض لهذا أن يلجأ لدينه و طاعة ربّه و الصّلاة ففيها راحة القلب و الجسد .
المقالات المتعلقة بكيف يزداد الوزن