تعتبر الثقافة من الأمور الحميدة والرائعة التي تنهض بالإنسان روحياً أولاً، ومادياً ثانياً. إذا ما افترضنا أنّ عكازتي الروح هما: الدين والفن على حد سواء، فإنّ الثقافة هي التي تقوي اتصال الإنسان بربه أولاً، وهي التي تمنحه تلذذاً بالفنون بكافة أنواعها، ومن هنا فإنها تعتبر بحق درجات لسلم الارتقاء الروحي والرفعة الإنسانية.
هذا الارتقاء سينعكس حتماً على طبيعة تعامل الإنسان المثقف مع من حوله؛ فالإنسان كلّما ازداد اتصاله العمودي بالله تعالى، ازداد انعكاس ظله الأفقي المليء بالخير والعطاء على من حوله؛ بحيث يشمل كافّة الأشخاص من كافة المستويات والخلفيات، وهنا لا بدّ لنا من الاستشهاد ببعض الأشخاص الذين نالوا الإعجاب بسبب أرواحهم العظيمة التي عظمت بسبب وعيهم وإدراكهم لماهيّة الروح الإنسانية وأثر الثقافة فيها.
وعلى رأس هؤلاء الأنبياء والرسل والذين قطعاً كانوا يمتلكون درجة عالية من الثقافة والمعرفة، وبعد الأنبياء والمرسلين تأتي طبقات أخرى من الأشخاص، استأثرت الأمّة الإسلامية بنوع من هؤلاء العظماء الذين وظفوا ثقافتهم الواسعة في تنمية علاقتهم واتصالهم بالآخرين، فكان لهم أعظم الأثر على من حولهم وإلى يومنا هذا، وذلك بعد أن ساهمت هذه الثقافة الواسعة في تنمية أرواحهم الربانية، ونذكر من هؤلاء: الإمام علي بن أبي طالب وابنيه، ومولانا جلال الدين الرومي، والإمام أبو حامد الغزالي، وصلاح الدين الأيوبي، وابن رشد، ومحيي الدين بن عربي وغيرهم الكثيرون.
كيف تثقف نفسك بنفسكالمقالات المتعلقة بكيف يثقف الإنسان نفسه