مصطفى كمال أتاتورك ، مؤسس الجمهورية التركية وأول رئيس لها ، لقب بـ ( الذئب الأغبر ) ، وأتاتورك تعني ( أبو الأتراك ) ، وكان أثره واضحاً في المجال العسكري خلال الحرب العالمية الثانية وأثره السياسي بعدها في السياسة الخارجية والداخلية ، والأسس التي أقام عليها الدولة التركية الحديثة والتي لا تزال قائمةً حتى وقتنا هذا .
ولد أتاتورك في ( كوجاجيك ) عام 1839م ، وانتخب كأول رئيس للجمهورية التركية بتصويت 158 نائباً كانوا قد شاركوا في الإنتخابات الرئاسية التي تمت بعد الإعلان عن قيام الجمهورية التركية ، ولإيصال تركيا إلى مستوى حضاري عصري متقدم قام بالعديد من التغييرات الجذرية فيها ، واستمر على كرسي الرئاسة لثلاث فترات متتالية ، وكانت جميع الشؤون الداخلية للدولة تحت رقابة أتاتورك بنفسه ، وهذا يفسر سبب سفره الدائم .
قام أتاتورك بتغييرات دستورية مهمة ، وقام بالتعديل عليها ، وحذف كافة النصوص الدينية في المادة السادسة والعشرين من القانون التركي ، والتي تنص في محتواها بأن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام ، وقام بنزع اسم الله من اليمين ، وإعلان هذا الأمر كأحد العناصر الأساسية التي يقوم عليها ( الحزب العلماني ) ، وقام بعدها بتأسيس ( الحزب الجمهوري الحر ) ، بهدف تحقيق حياة ديمقراطية، بعد الإنتصار الذي حققه الأتراك بقيادة أتاتورك في معركة ( سقاريا ) على اليونان ، جعل منه البطل القومي للأمة .
عهد أتاتورك في عهده حقوق الملكية لكافة المواطنين ، وعمل على تنمية متوسط الإقتصاد في البلاد ، ليرتفع بعدها معدل الدخل القومي ، وتحولت تركيا جراء هذا الأمر من أكثر دول العالم إزدهاراً، كان أتاتورك عاشقاً لركوب الخيل والسباحة ، وكان يهوى المطالعة والرقص والموسيقى ، يمضي أوقات فراغه بلعب البلياردو والطاولة ، وكان مهتماً بالأغاني الشعبية الرومانية ، وبألعاب القوى كالمصارعة ، وكان عاشقا للطبيعة، و أصيب أتاتورك بـ ( تشمع الكبد ) بعد أن بدأت حالته الصحية بالتردي عام 1937م ، ولم ينفع معه أي علاج سواء من داخل تركيا أو خارجها ، مما أدى إلى وفاته في قصر ( دولما باهتشا ) في مدينة اسطنبول ، صباح يوم الأربعاء العاشر من نوفمبر من عام 1938م ، ودفن في مقبرة ( آنت كايير ) التي أسست خصيصاً له .
المقالات المتعلقة بكيف مات اتاتورك