كيف أصبح مثقفاً

الثقافة العامة يجب أن تكون الثقافة العامة على رأس أولويات أي فرد من الأفراد؛ فهي التي تعطي لإنسانيّة الإنسان معنى، وهي التي تعمل على تزويده بإدراك لا حدود له، كما أنها تصقل مهاراته المختلفة، وتزيد من ثقته بنفسه؛ فلا يستوي العالم والجاهل، ومن هنا فإنّ الشخص ذي العلم الواسع ينجو في العديد من المواقف؛ فالثقافة تعمل على زيادة قدرات الإنسان العقلية، والرفع من سويّة تأمله في المعطيات المختلفة، وتساعده على امتلاك القدرة على القياس، والمقارنة، والاستنباط، كون هذا الشخص يملك الكثير من المعلومات والأفكار المختلفة التي حصل عليها.

قد نَجد بعض الأشخاص الذين صاروا مهووسين بهذه القدرةِ العجيبة، والجميلة، والجذابة، على عكس أشخاصٍ آخرين، لا يأبهون إلا بلذّاتهم الشخصية فقط، وهذا المسلك ليس طيباً، ولا يليق بالإنسان المكرّم، الذي ما خلقه الله تعالى إلاّ ليسعى، ويكسب، ويَغنى روحياً. قال تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى). وفيما يلي بعض الطرق التي تزيد من ثقافة الإنسان وبشكل ذاتي في أغلبها.

طرق الحصول على الثقافة

• يصير الإنسان مثقفاً عندما يخرج من البوتقة التي ولد فيها، وينصهر في مجتمعه، أي عندما يستعيد نفسه المختَطَفة من قبل العوامل والمؤثرات المختلفة، التي خَططت لاختطافه مُنذ أن تنفس أنفاسه الأولى على هذه الأرض. بعبارة أخرى، فإن التَحرر من كافة القيود الفكرية التي تُفرض على الإنسان مُنذ ولادته وتستمر- على الغالبية العظمى- حتى وفاته، هو السبيل الأوحد، والخيار الأنجى الذي يُساعد الإنسان على اكتساب ثقافةٍ عالميةٍ، يواجه بها أي إنسان من كافة أرجاء العالم.
• الثقافة لا تتأتّى ولا تُكتسب إلاّ من خلال القراءة، قراءةِ أي شيء حتى لو قُصاصة ورقية صغيرة ملقاة على ناصية الطريق؛ فالقراءة يجب أن تَعمّ أي بلد، وأن تتفشى بين أي شعبٍ حتى ينهض، ويزدهر، وينمو.
• حضور الندوات، والمحاضرات، والبرامج العلمية، والثقافية، ومشاهدة البرامج الحوارية، والأفلام الوثائقية، والاطلاع الدائم اليومي على الأخبار والمستجدات، وقراءة الصحفِ والمجلّات باستمرار، وعدم حصر التركيز على مجالٍ معين فقط دون سواه، بل الاطلاع على مختلف المجالات مهما كانت.
• السفر والترحال؛ حيث يُعتبر السفر من أهمِ وسائل اكتساب الثقافة والمعرفة؛ فالاختلاط بالشعوب يُكسب العديد من المعلومات عنهم، والسفر والتنقل المستمرين يُكسبان الإنسان معرفةً أشمل وأوسع بكوكب الأرض، وبجغرافيته، وبجماله، وتألقِه، ويجعله على دِراية أكبر بالأمم البائدة، والحضارات المندثرة، التي انتهت ولا زالت آثارها باقية وشامخة إلى يومنا هذا.