الثقة بالنفس يحتاج الناس باستمرار إلى الشّعور بالثّقة بالنّفس وبالغير، فالثّقة بالنّفس تعتبر دافعاً للإنسان لأن يبذل المزيد من الأعمال وأن يكون أكثر قدرة على تحقيق الأهداف والآمال، فالثّقة بالنّفس تعطي قوّةً دافعة للإنسان بينما يكون ضعف الثّقة بالنّفس قوّة سلبيّة تثبّط جهود الإنسان وتقتل نشاطه وتمنعه من تحقيق الأهداف التي يتطلّع إليها، و لا شك بأنّ الثّقة بمن حولنا هي مطلوبة أيضاً بسبب أنّ الإنسان إذا لم يكن واثقاً بمن حوله لن يستطيع أن يعمل مع غيره ضمن فرق وجماعات تجمعها الأهداف والقواسم المشتركة، ويستطيع كلّ فردٍ فيها أن يطمئن لمن يعمل معه ضمن الفريق الواحد، كذلك تكون الثّقة بمن غيرنا باعثاً للشّعور بالأمان بين النّاس وتوفّر بيئة صالحة للعطاء والإنجاز، فكيف ننمّي ثقتنا بأنفسنا وكيف ننمّي ثقتنا بمن حولنا من النّاس؟
طرق لتنمية الثقة بالنفس وبالآخرين - تنمية الثّقة بالنّفس من خلال الإيمان بقدراتها وما تحمله من مواهب وقوّة داخليّة تحتاج لأن يعبّر عنها بشكل أفعال وإنجازات صالحة، فكلّ إنسانٍ على وجه الأرض يمتلك قدرات ومواهب وحتّى يستفيد منها يجب أن يطلقها بتطويعها لخدمة نفسه ومجتمعه، فلو تخيّلنا على سبيل المثال الطّاقة الكهربائيّة كقوّة كامنة في الطّبيعة فإنّ هذه الطّاقة لن يستفيد منها الإنسان إلا بعد أن يستخدمها في الإنارة وتشغيل المعدّات وغير ذلك، وكذلك الحال مع مواهب الإنسان وقدراته الكامنة التي لن تظهر آثارها إلا باستخدامها في الحياة.
- تنمية الثّقة بالنّفس من خلال النّظر في تجارب النّاجحين في الحياة الذين استطاعوا أن يخدموا البشرية بما ابتكروه من اختراعات، فتوماس أديسون، وإسحق نيوتن، وآينشتاين، ما هم إلا مبدعين وثقوا بأنفسهم وقدراتهم وعبّروا عن ذلك بترجمتها إلى أفعال على أرض الواقع، لذلك على الإنسان الذي يسعى لأن ينمي ثقته بنفسه أن ينظر إلى غيره من النّاجحين وأن يستفيد من تجاربهم.
- تنمية الثّقة بمن حولنا من خلال الاجتماع مع النّاس ومخالطتهم، حيث تكون الفرصة أكبر لأن يتبادل الإنسان مع غيره الأفكار والتجارب وتصقل شخصيته وتزداد ثقته بنفسه من خلال زيادة رصيد العلم والثّقافة والمعرفة لديه باستمرار، فيكون قادراً على العطاء وتعليم غيره بكلّ ثقة وجدارة.
- الاستماع إلى الآخرين واتّباع أسلوب الحوار والمناقشة المبنيّة على أسسٍ سليمة، فالحوار بين النّاس والاستماع إلى الآخرين، ويمكّن النّاس من معرفة بعضها البعض وبالتّالي يطمئن كلّ إنسانٍ إلى الآخر عندما يعلم ما يحمله غيره من أفكار ومشاعر، بينما تكون العزلة والانزواء عن النّاس باعثاً لإشاعة الوحشة بين النّاس وعدم الثّقة بسبب عدم معرفة كلّ واحد منهم بالآخر.